للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[لا حظ في الإسلام لمن ترك الصلاة]

الحمد لله العظيم في سلطانه، أحمده سبحانه القائل في محكم التنزيل: {فَوَيْلٌ لِلْمُصَلِّينَ * الَّذِينَ هُمْ عَنْ صَلاتِهِمْ سَاهُونَ} [الماعون:٤ - ٥] وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله الذي لا ينطق عن الهوى القائل: {العهد الذي بيننا وبينهم الصلاة، فمن تركها فقد كفر} {بين العبد والكفر ترك الصلاة} اللهم صلِّ وسلم على عبدك ورسولك محمد، وعلى آله وصحبه، ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.

أما بعد:

فيا عباد الله: اتقوا الله عز وجل، وحافظوا على الصلوات الخمس، أدّوها كما أمرتم لقول نبينا صلى الله عليه وسلم: {صلوا كما رأيتموني أصلي} احذروا من الإخلال بأركان الصلاة وواجباتها، واحذروا من الإخلال بما ينبغي لها، واعلموا أن الصلاة نور كما أخبرنا نبينا محمد صلى الله عليه وسلم فقال: {الصلاة نور، والصدقة برهان، والصبر ضياء، والقرآن حجة لك أو عليك، كل الناس يغدو فبائع نفسه فمعتقها أو موبقها}.

فمن باع نفسه للرحمن بطاعته واتباع شرعه والتمسك بدينه؛ فقد أعتقها من عذاب الله، ومن باع نفسه للشيطان والكرة والملاهي ولعب الورق ولعب الميسر والشطرنج والقمار، متتبعاً خطوت الشيطان، مستجيباً لإغوائه متبعاً لهواه؛ فقد أورد نفسه موارد الهلاك والعطب، وما أكثر من أطاع الشيطان -والعياذ بالله- فصار هو إمامهم يقودهم إلى كل شر وفساد ورذيلة، يهيمون في شهواتهم، قد أضاعوا الصلوات وأشغلوا أوقاتهم بما يعود عليهم بالخسارة الفادحة يوم القيامة يقول الله تعالى: {فَوَيْلٌ لِلْمُصَلِّينَ * الَّذِينَ هُمْ عَنْ صَلاتِهِمْ سَاهُونَ} [الماعون:٤ - ٥] والويل: وادٍ في جهنم، فكيف بِمنْ يتهاون بالصلاة، كيف حاله إذا بدأ يهيم في هذا الوادي؟! هذا لمن تهاون بالصلاة، وأخرها عن وقتها.

أما من ترك الصلاة بالكلية فهو كافر والعياذ بالله، والويل له من سقر {وَمَا أَدْرَاكَ مَا سَقَرُ * لا تُبْقِي وَلا تَذَرُ} [المدثر:٢٧ - ٢٨] فالحذر الحذر يا عباد الله من ترك الصلاة، الحذر الحذر من التهاون بالصلاة، فإنها الفارقة بين الكافر والمسلم {العهد الذي بيننا وبينهم الصلاة فمن تركها فقد كفر} [[لا حظ في الإسلام لمن ترك الصلاة]].

واعلموا أن أصدق الحديث كلام الله، وخير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم، وشر الأمور محدثاتها، وكل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة، وعليكم بالجماعة فإن يد الله مع الجماعة، ومن شذَّ شذَّ في النار، وصلوا على رسول الله امتثالاً لأمر الله: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيماً} [الأحزاب:٥٦].

اللهم صل وسلم على عبدك ورسولك محمد القائل: {من صلى عليَّ صلاة صلى الله عليه بها عشراً} اللهم صلِّ وسلم وبارك وزد على سيدنا ونبينا محمد صلاةً وتسليماً إلى يوم القيامة، وارض اللهم عن الخلفاء الراشدين، أبي بكر وعمر وعثمان وعلي، وعن سائر أصحاب رسولك أجمعين، وعن التابعين لهم بإحسان إلى يوم الدين، وعنا معهم بعفوك وكرمك وإحسانك يا رب العالمين.

اللهم أعز الإسلام والمسلمين، اللهم أذل الشرك والمشركين، اللهم دمر أعداء الإسلام والمسلمين من اليهود والنصارى والشيوعيين، اللهم دمرهم تدميراً، اللهم اجعلهم غنيمة للمسلمين يا رب العالمين.

اللهم أورثنا ديارهم وأوطانهم، اللهم اجعلهم غنيمة للمسلمين يا رب العالمين، اللهم انصر المجاهدين في برك وبحرك من المسلمين، اللهم أيدهم بنصرك، اللهم ثبت أقدامهم، اللهم انصرهم على أعداء الإسلام والمسلمين.

اللهم أصلح أئمتنا وولاة أمورنا وولاة أمور المسلمين أجمعين في مشارق الأرض ومغاربها اللهم أصلح أولادنا ونساءنا، اللهم اجعلهم قرة أعين لنا ربنا ظلمنا أنفسنا وإن لم تغفر لنا وترحمنا لنكونن من الخاسرين، اللهم ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار.

عباد الله: إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ وَأَوْفُوا بِعَهْدِ اللَّهِ إِذَا عَاهَدْتُمْ وَلا تَنْقُضُوا الْأَيْمَانَ بَعْدَ تَوْكِيدِهَا، واذكروا الله العظيم الجليل يذكركم، واشكروه على وافر نعمه يزدكم، ولذكر الله أكبر والله يعلم ما تصنعون.