أجل يا أمة الإسلام! أجل يا أمة القرآن! أجل يا أمة لا إله إلا الله! لينتبه الذين غفلوا وأهملوا العقيدة، لينتبه الذين أهملوا عقيدة التوحيد وساروا وراء القبوريين، وراء المخرفين، وراء الغلاة الضالين، صاروا لا يفكرون، ولا يعتبرون ولا يذكرون، هم في جانبٍ والحق في جانب، هم يتوسلون ويتبركون بأصحاب القبور، ويسألونهم ما لا يقدرون عليه، يسألون تلك الجثث الهامدة، يسألون عظاماً صارت رميماً، يسألونهم قضاء الحاجات وتفريج الكربات، والله وهو أصدق القائلين يقول:{وَالَّذِينَ تَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ مَا يَمْلِكُونَ مِنْ قِطْمِيرٍ}[فاطر:١٣] الله أكبر! أين المسلمون من القرآن؟ أين هم من آيات الله المحكمات؟ أين هم من الآيات البينات الواضحات؟ إذ هو رب العالمين يخاطبهم في محكم البيان، إن كانوا مسلمين، يقول لهم جل وعلا:{وَالَّذِينَ تَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ مَا يَمْلِكُونَ مِنْ قِطْمِيرٍ * إِنْ تَدْعُوهُمْ لا يَسْمَعُوا دُعَاءَكُمْ وَلَوْ سَمِعُوا مَا اسْتَجَابُوا لَكُمْ وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يَكْفُرُونَ بِشِرْكِكُمْ وَلا يُنَبِّئُكَ مِثْلُ خَبِيرٍ}[فاطر:١٣ - ١٤].
والله لو كانوا يملكون لأنفسهم نفعاً لما ماتوا، ولما صاروا تحت التراب، ولما صاروا عظاماً رفاتاً، ولما لعب بهم دود الأرض؛ فكيف يسألهم المخلوقون؟!