في ذلك اليوم الرهيب -الذي هو يوم القيامة- قسم من الذين عصوا وكذبوا وعاندوا في جهنم تنتظرهم وترتقب إليهم, لتلتقطهم إليها ليسجنوا بها أحقاباً لا انقضاء لها, ولا انقطاع, لا راحة لهم فيها, عذابهم دائم أبداً, لا يذوقون في برودة تخفف عنهم حر النار, ولا شراباً يسكن عطشهم فيها إلا ماءً حاراً بالغ الغاية في الحرارة, وغساقاً أي: صديد يسيل من جلود أهل النار {وَطَعَاماً ذَا غُصَّةٍ وَعَذَاباً أَلِيماً}[المزمل:١٣].
ومع ذلك يقال لهم:{فَذُوقُوا فَلَنْ نَزِيدَكُمْ إِلَّا عَذَاباً}[النبأ:٣٠] يقرر هذا رب العزة والجلال: {إِنَّ جَهَنَّمَ كَانَتْ مِرْصَاداً * لِلطَّاغِينَ مَآباً * لابِثِينَ فِيهَا أَحْقَاباً * لا يَذُوقُونَ فِيهَا بَرْداً وَلا شَرَاباً * إِلَّا حَمِيماً وَغَسَّاقاً * جَزَاءً وِفَاقاً * إِنَّهُمْ كَانُوا لا يَرْجُونَ حِسَاباً * وَكَذَّبُوا بِآياتِنَا كِذَّاباً * وَكُلَّ شَيْءٍ أَحْصَيْنَاهُ كِتَاباً * فَذُوقُوا فَلَنْ نَزِيدَكُمْ إِلَّا عَذَاباً}[النبأ:٢١ - ٣٠] يا لها من حسرات تتابع! يا لها من ذنوب تتراكم! إذا قال لهم الجبار: {فَذُوقُوا فَلَنْ نَزِيدَكُمْ إِلَّا عَذَاباً}[النبأ:٣٠].