[حب النبي صلى الله عليه وسلم وعلاماته]
عباد الله! الحق وقول الفصل أنه لا يتم ولا يكمل إيمان الإنسان إلا بإيثار النبي صلى الله عليه وسلم بالمحبة والتكريم على سائر خلق الله، في الحديث قال صلى الله عليه وسلم: {والذي نفسي بيده لا يؤمن أحدكم حتى أكون أحب إليه من والده وولده والناس أجمعين} رواه البخاري.
ومن علامات محبة النبي صلى الله عليه وسلم:
إيثار رضاه صلى الله عليه وسلم, والعمل بشريعته, ونصر سنته, والتأسي به في شمائله وسيرته الكريمة المنيرة, وتنحصر في: طاعته فيما أمر, وتصديقه فيما أخبر.
أما من ادعى محبة النبي صلى الله عليه وسلم ولم يؤثر العمل بشريعته فتلك دعوى باطلة، وعملة مزيفة، وتبجح كاذب؛ لأن صاحبها لم يكن حجة على صحة دعواه، وحقيقة ما ادعاه, والله جلَّ وعلا يقول: {وأَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ} [النساء:٥٩] فمن أطاع الله ولم يطع الرسول لم تقبل طاعته, ومن أطاع الرسول ولم يطع الله لم تقبل طاعته, بل {وأَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ} [النساء:٥٩].
تلكم المحبة في الله يا عباد الله! اسمعوا إلى من أحب في الله وأبغض في الله يقول الله فيهم: {الْأَخِلَّاءُ يَوْمَئِذٍ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ إِلَّا الْمُتَّقِينَ} [الزخرف:٦٧] الذين اجتمعوا في الدنيا على غير محبة الله تنقلب محبتهم يوم القيامة عداوة، إلا المتقين الذين تحابوا في الله يقول الله لهم: {يَا عِبَادِ لا خَوْفٌ عَلَيْكُمُ الْيَوْمَ وَلا أَنْتُمْ تَحْزَنُونَ} [الزخرف:٦٨] من هم؟ {الَّذِينَ آمَنُوا بِآياتِنَا وَكَانُوا مُسْلِمِينَ} [الزخرف:٦٩] ماذا تقول لهم يا ربنا؟ {ادْخُلُوا الْجَنَّةَ أَنْتُمْ وَأَزْوَاجُكُمْ تُحْبَرُونَ} [الزخرف:٧٠].
اللهم وفقنا لمحبتك, ومحبة رسولك وأوليائك, وعبادك الصالحين, اللهم اجعلنا متحابين فيك, نحب بحبك من أحبك، ونعادي أعداءك إنك على كل شيء قدير, اللهم انفعنا بالقرآن العظيم, وبما صرفت فيه من الآيات والذكر الحكيم.
أقول قولي هذا.
وأستغفر الله لي ولكم ولجميع المسلمين من كل ذنب, فاستغفروه يغفر لكم إنه هو الغفور الرحيم.