عباد الله! أين الاستعداد لذلك اليوم؟ وأين الاستعداد لنزول الموت؟ وأين الاستعداد للقبور؟
يا عباد الله: إذا حملتم إلى القبور، وانفردتم بها عن الأهل والأولاد والأموال، ومسحتم من القصور والعمائر والفلل؛ فإما خيرٌ تسرون به إلى يوم القيامة، وإما شرٌ تجدون به الحسرة والندامة.
عباد الله: رُوي أن عمر بن عبد العزيز -رحمه الله- كان إذا دخل منزله يبكي حتى الصباح، وفي يومٍ زاد بكائه حتى أبكى أهل البيت، فلمَّا سمعهم الجيران كانوا يبكون معهم، فأتوا إليه فقالوا: يرحمك الله، ما هذا البكاء قال:[[تصورت يوم القيامة، فريق في الجنة وفريق في السعير، ولا أدري أين أكون؟]].
عباد الله! تذكروا دائماً هادم اللذات، ومفرق الجماعات، ومروا على القبور واعلموا أنها ستكون لكم مساكن كما سكنها من قبلكم، سوف تصف عليكم اللبنات، ويستوي عليكم الليل والنهار، سوف تنقلون عن فسيح الديار، وتدخلون في القبور وهي أول منازل الآخرة، إما روضة من رياض الجنة، وإما حفرة من حفر النار.
اللهم هون علينا سكرات الموت، واجعل القبر لنا بعد منازل الدنيا أفسح المنازل، وآمن خوفنا يوم الفزع الأكبر، واجعلنا ممن يُعطى كتابه بيمينه، اللهم صلِّ وسلم على نبينا محمد.