للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[منزلة الصلاة وبيان فضلها]

اللهم لك الحمد كما ينبغي لجلال وجهك وعظيم سلطانك، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، أرسله الله بشيراً ونذيراً، وداعياً إلى الله بإذنه وسراجاً منيراً، فبلِّغ الرسالة، وأدَّى الأمانة، ونصح الأمة، وجاهد في الله حق جهاده، صلوات الله وسلامه عليه، لم يمت إلا وقد أكمل الله به الدين، وأتم الله به النعمة، فأكثروا عليه من الصلاة والتسليم؛ امتثالاً لأمر الله: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيماً} [الأحزاب:٥٦] اللهم صلِّ وسلم على عبدك ورسولك محمد، وعلى آله وأصحابه ومن تبعهم بإحسانٍ إلى يوم الدين، وسلم تسليماً كثيراً.

أما بعد:

أيها الإخوة في الله! حياكم الله في بيتٍ من بيوت الله، وأسأل الله الكريم رب العرش الكريم أن يجمعنا جميعاً في جنة عرضها السماوات والأرض.

أما موضوعنا فهو: الصلاة الصلاة.

أمة محمدٍ صلى الله عليه وسلم: هذه العبارات تلفظ بها نبينا محمد صلى الله عليه وسلم وهو يلفظ آخر أنفاس الحياة، يوم أن كان على فراش الموت صلى الله عليه وسلم، فهو يحث أمته، ويقول: {الصلاة الصلاة وما ملكت أيمانكم} الله أكبر! الصلاة الصلاة يا أمة محمدٍ صلى الله عليه وسلم!

أما عن فضل الصلاة، فقد أخبر الله عن فضلها في كتابه العزيز، وأخبر عن فضلها رسول الله صلى الله عليه وسلم في سنته.

أيها الإخوة في الله! الصلاة من حافظ عليها أسكنه الله أعلى منازل الجنة، وهي الفردوس الأعلى الذي حثَّنا على طلبها رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم أن قال: {إذا سألتم الله فاسألوه الفردوس؛ فإنه أعلى الجنة، وأوسط الجنة، ومنه تفجر أنهار الجنة، وأراه قال: وفوقه عرش الرحمن} اللهم إنا نسألك الفردوس من الجنة يا رب العالمين.

قال الله تعالى: {وَالَّذِينَ هُمْ عَلَى صَلَوَاتِهِمْ يُحَافِظُونَ * أُولَئِكَ هُمُ الْوَارِثُونَ * الَّذِينَ يَرِثُونَ الْفِرْدَوْسَ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ} [المؤمنون:٩ - ١١] نسأل الله من فضله.

الله أكبر! أي منزلة أعلى من هذه المنزلة، يا عبد الله! إنها الفردوس: {وَالَّذِينَ هُمْ عَلَى صَلَوَاتِهِمْ يُحَافِظُونَ * أُولَئِكَ هُمُ الْوَارِثُونَ * الَّذِينَ يَرِثُونَ الْفِرْدَوْسَ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ} [المؤمنون:٩ - ١١].

وقد أخبر الرسول صلى الله عليه وسلم فيما يُروى عنه أنَّ من حافظ على هذه الصلوات أدخله الله الجنة، فهذا وعد من الله، ووعدٌ من رسوله صلى الله عليه وسلم.