[المحرومون من الجنة أصناف]
ثم يحذر المصطفى صلى الله عليه وسلم في حديث صحيح ويقول: {صنفان من أهل النار لم أرهما: رجال من أمتي معهم سياط كأذناب البقر يضربون بها الناس, ونساء كاسيات عاريات مائلات مميلات، رءوسهن كأسنمة البخت المائلة، لا يدخلن الجنة ولا يجدن ريحها، وإن ريحها ليوجد من مسيرة كذا وكذا} كاسيات: أي: لابسة، تلبس ثوباً، ولكنه شفاف تُرى مفاتن المرأة, أو ضيق ترى كذلك مفاتن المرأة, أو الموضة الملعونة الأخيرة التي أتى بها لنا الخياطون وهي أن تشق اللباس من الجانبين وتشق عن الساقين حتى يخرج الساق والفخذ وتجد أن المسلم يعاني من الشدة ما لا يعلمه إلا الله, فإن غضَّ البصر عن الوجه وعن النحر وعن الذراعين وطأطأ برأسه رأى الثوب مشقوقاً على حد الساقين, وبعضهن على حد الفرج والعياذ بالله, وقد وجد هذا في أسواق المسلمين, وهذه مصيبة تعود على أولياء النساء وإلى الله المشتكى.
والله إن أخباراً نسمعها -يا إخوتي في الله- تحزن القلوب وتدمي العيون، ويندى لها الجبين، ولكن نستحي أن نذكرها في بيت الله عز وجل, ولا ينبغي لنا ذكر هذه الأمراض التي تفشت في المجتمع، بل نسأل الله عز وجل أن يهدي ضال المسلمين مع ما ابتلي به المسلمون من السائق والطباخ, فإن بعض الناس يدخل السائق والطباخ إلى بيته، يقول لي رجل من الثقات: والله إن الطباخ جالس مع النساء في البيت, فأين الغيرة يا عباد الله؟!
أين الشيمة؟!
أين العروبة؟!
دفنها كثير من الناس, وذبحها بغير سكين, وأتى بسائق أجنبي، حتى ولو كان أقرب خلق الله لا ينبغي له أن يدخله على نسائه, لننظر إلى قول المصطفى صلى الله عليه وسلم وهو يخاطب الصحابة رضي الله عنهم، وهم أفضل الخلق بعد النبيين, وفيهم أبو بكر وعمر وعثمان الذي تستحي منه الملائكة, وفيهم علي بن أبي طالب، وفيهم الشجعان والأبطال، وكل الصحابة ثقات عدول رضي الله عنهم وأرضاهم, ويخاطبهم الرسول صلى الله عليه وسلم ويقول لهم: {لا يخلون أحدكم بامرأة إلا مع ذي محرم} ولكن نأتي نحن ونقول: قلوبنا نظيفة التقوى هاهنا ونترك الزوجة تقبل الأخ، والرسول صلى الله عليه وسلم يقول: {الحمو الموت} أي: أخو الزوج, فإذا تركته في بيتك وأنت لست معه فهو موت يا عبد الله؛ لأن الفتنة مأمولة, ولا تدري إلا والمرأة حامل من هذا الرجل, فما المخرج من هذه المصيبة العظمى؟ وتقول للزوجة: استقبلي الضيوف، قبليهم وصافحيهم وهذا منكر عظيم وحرام, والذي يرضى بهذا لأهله ديوث، والديوث حرام عليه الجنة, فالذي يقر الخبث في أهله حرام عليه الجنة.
ولكن -يا عبد الله- ارجع إلى هدي نبيك محمد صلى الله عليه وسلم, وحافظ على هذه الأمانة, حافظ على هذه المرأة، والله إنك مسئول عنها بين يدي الله عز وجل؛ بإدخالك هذا السائق أو بإدخال الطباخ عليها، وأنت تخرج من الصباح ولا تأتي إلا في الساعة الثانية أو في الليل، وهذا الرجل عند نسائك وبناتك.
وأريد أن أذكر لكم مصيبة كبيرة لعل البعض يظنها صغيرة, فلما قبضوا على أحد السائقين وقال له الضابط: قف على رجلك! قال: أنا تعبان لماذا؟ يقول: أنا أفعل مع المرأة ومع البنات في البيت, يفعل بهن الزنا, ولذلك أصبح مخ الساقين فارغاً إنها مصيبة -يا عبد الله- ولكن هل ننتبه لهذا؟ والله لو ذكر لنا قبل سنين: أننا سوف نأتي بالسائقين والخدم وندخلهم في بيوتنا لما صدقنا, ولو قيل لنا: احلفوا بالله لحلفنا أنه لا يدخل بيوتنا السائق والخادم, ولكن إنا لله وإنا إليه راجعون!
علام يدل هذا؟
يدل على ضعف الإيمان, وعلى أن الكثير فقد الغيرة, ودفن الشيمة, نسأل الله العفو والعافية!
وقد جاء في الحديث الصحيح -في ما معناه- أن الرجل إذا نظر في بيت الرجل فضربه في عينه وفقأها فلا شيء عليه, ولكن ما هو العمل الآن؟ إننا نأتي بالسيارة ونقول للسائق: خذ البنات واذهب بهن يشجعن اللاعبين!! وقبل أيام قليلة وفي شارع معروف اختلط الشباب مع البنات، وكل واحد يرفع يده يشجع الكرة أين الغيرة يا عباد الله؟! متى نستيقظ؟! هذه موعظة، وأسأل الله أن ينفعني وإياكم بها.
ونرجع إلى حديثنا وهو أن أهل الجنة منعمين فيها, أسأل الله عز وجل أن يجعلنا من أهل الجنة بمنه وكرمه وإحسانه إنه على كل شيء قدير, وأسأل الله عز وجل أن يصلح لنا نياتنا وذرياتنا, وأبشركم بخير وهو أن إمام المسلمين إمام الحرمين الشريفين -جزاه الله خيراً- سوف يمنع ثلاثة وعشرين مجلة من المجلات الخليعة, فادعوا له بالخير والسداد, واسألوا الله أن يعينه على أن يعمل بحكم كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم, وادعوا كذلك لولي عهده وللأسرة جميعاً أن يوفقهم الله لما يحبه ويرضاه، وأن يجعلهم رعاة خير وأن يصلحنا جميعاً, فإن خير الولاة الذين يدعون لهم الرعية ويدعون لرعيتهم, فهم كذلك يدعون لكم في كل مناسبة, ويسألون لكم التوفيق ويحثونكم دائماً على التمسك بالعقيدة وبالشريعة الإسلامية, فأكرم بذلك! وادعوا لهم -جزاكم الله خيراً- أن يرزقهم الله الجلساء الصالحين الناصحين، وأن يعيننا وإياهم على طاعته, وأن يعيننا على ذكره وشكره وحسن عبادته، إنه على كل شيء قدير، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.