والبعض منهم لا يعرف الله إلا في رمضان، تجدهم في رمضان يملئون المساجد ويقرءون القرآن، ويتصدقون، فإذا انتهى رمضان، ودعوا المساجد، وهجروا القرآن، هل عرفوا الإسلام حقيقة؟
أم هل عرفوا الله الذي خلقهم وأوجدهم من العدم إلى الوجود؟
أم هل عرفوا الله الذي يطعمهم ويسقيهم، وإذا مرضوا فهو يشفيهم؟
إنهم لو عرفوا الله حقيقة، لما اقتصرت طاعتهم لله في رمضان -فقط- ويعصونه ويجفونه في باقي السنة، والله يقول -وقوله الحق-: {وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْأِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ * مَا أُرِيدُ مِنْهُمْ مِنْ رِزْقٍ وَمَا أُرِيدُ أَنْ يُطْعِمُونِ * إِنَّ اللَّهَ هُوَ الرَّزَّاقُ ذُو الْقُوَّةِ الْمَتِينُ}[الذاريات:٥٦ - ٥٨] هل أخبرت ابنك الصغير أن الله هو الرزاق ذو القوة المتين؟
بعض الأطفال صار بينه وبين والده صراع، يقول: إن الذي يأتي في التلفاز -وهو من أفلام الكرتون- أنه أقوى من الله عز وجل!
انظروا إلى هذا الهدم من أعداء الإسلام والمسلمين كيف يهدمون العقيدة!
أبى الطفل الصغير أن يعترف بأن القوة لله، يقول: القوة للذي يأتي في التلفاز في أفلام الكرتون- نسأل الله العفو والعافية- وهذه هي التي يريدها أعداء الإسلام؛ لأن الطفل الصغير كالحجر إذا نقش فيه النقش، فإنه لا يتغير، فإن أفلام الكرتون تؤثر في الطفل الصغير، وتنقش في قلبه تلك الخرافات التي يبثونها لهذا الطفل الصغير، فأسأل الله عز وجل أن يهدي ضال المسلمين.
نعم يا عبد الله! البعض من الناس يحج ويعتمر، وإذا رجع لم يزدد بحجه وعمرته قرباً من الله تعالى، بل يعتبر ذلك حملاً وضعه عن ظهره، ولم يفكر بما عند الله من الأجر والثواب العظيم.