الحمد لله الذي قال وقوله الحق:{فَذَكِّرْ بِالْقُرْآنِ مَنْ يَخَافُ وَعِيدِ}[ق:٤٥] أحمده سبحانه وأشكره الذي جعل القرآن شفاءً ورحمةً للمؤمنين، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له فصَّل في سورة (ق) من العبر والمواعظ والوعد والوعيد ما يدل على كمال قدرته ووحدانيته، فله الحكمة البالغة والحجة الدامغة، لا يُسئل عن ما يفعل وهم يسألون، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله أفضل الخلق على الإطلاق وأتقاهم لله، اللهم صلِّ وسلم على عبدك ورسولك محمد وعلى آله وأصحابه ومن اقتدى بهم إلى يوم الدين.
أما بعد:
فيا عباد الله: اتقوا الله عز وجل وأطيعوه، وقد سمعتم ما في سورة (ق) السورة التي كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقرؤها على المنبر يوم الجمعة، فإن هذه السورة تعالج أصول العقيدة الإسلامية: الوحدانية, والرسالة, والبعث والنشور.