عباد الله! تفكروا في الميزان حين ينصب وتشخص الأبصار، ثم لسان الميزان يميل إلى جانب الحسنات، أو إلى جانب السيئات، ثم تفكروا في قول الله تعالى:{فَمَنْ ثَقُلَتْ مَوَازِينُهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ}[المؤمنون:١٠٢] الله أكبر! يا لها من شهادة!! يا له من نجاح لا يعادله نجاح!! {فَمَنْ ثَقُلَتْ مَوَازِينُهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ}[المؤمنون:١٠٢] بماذا تثقل هذه الموازين بالشوط الأول أو الشوط الثاني؟ أم بتضييع أوقات الصلوات على المدرجات؟
لا تثقل إلا بالأعمال الصالحة، التي أضاعها الكثير من الناس.
بماذا تثقل هذه الموازين بالأفلام والتمثيليات، وقضاء الوقت مع الورق وغيرها؟ لا.
إنما تثقل بالأعمال الصالحات.
هناك فرق بين أقوام يقضون أوقاتهم في اللهو واللعب، وبين أقوام يقضون أوقاتهم في طاعة الله، اسمعوا الفرق يا عباد الله! {فَمَنْ ثَقُلَتْ مَوَازِينُهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ}[المؤمنون:١٠٢] واسمع المفرِّط: {وَمَنْ خَفَّتْ مَوَازِينُهُ فَأُولَئِكَ الَّذِينَ خَسِرُوا أَنْفُسَهُمْ فِي جَهَنَّمَ خَالِدُونَ * تَلْفَحُ وُجُوهَهُمُ النَّارُ وَهُمْ فِيهَا كَالِحُونَ}[المؤمنون:١٠٣ - ١٠٤] ثم اسمع إلى النتيجة أيضاً من البيان الذي بينه الله لنا في القرآن العظم: {فَأَمَّا مَنْ ثَقُلَتْ مَوَازِينُهُ * فَهُوَ فِي عِيشَةٍ رَاضِيَةٍ * وَأَمَّا مَنْ خَفَّتْ مَوَازِينُهُ * فَأُمُّهُ هَاوِيَةٌ * وَمَا أَدْرَاكَ مَا هِيَهْ * نَارٌ حَامِيَةٌ}[القارعة:٦ - ١١].
أسأل الله عز وجل أن يجعلنا وإياكم من أهل الجنة، ولا يجعلنا من أهل النار، أسأل الله أن يجعل قبورنا روضة من رياض الجنة، وأن لا يجعلها حفرة من حفر النار، اللهم وفقنا جميعاً لما تحبه وترضاه، اللهم اجعل اجتماعنا اجتماعاً مرحوماً، واجعل تفرقنا بعده تفرقاً معصوماً، ولا تجعل فينا ولا منا شقياً ولا محروماً.
اللهم صلِّ وسلم على نبيك وعبدك محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.