[مشروعية هجر أهل الفسق والمعاصي]
عباد الله! لقد سمعتم ما حصل لهؤلاء الثلاثة رضي الله عنهم من الهجر والمقاطعة من رسول الله صلى الله عليه وسلم، ومن الصحابة رضي الله عنهم، ومن أقاربهم؛ وذلك من تمام الإيمان، امتثالاً لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم هجروهم وقاطعوهم، حتى ضاقت الحال، وتراكمت الكربات، وضاقت عليهم أنفسهم، وضاقت عليهم الأرض بما رحبت، حتى جاء الفرج من الله، فتاب الله عليهم، وأعلنت توبتهم في كتاب الله، تتلوها الأمة إلى يوم القيامة.
أما الذين نافقوا وكذبوا الله ورسوله فأنزل الله فيهم: {سَيَحْلِفُونَ بِاللَّهِ لَكُمْ إِذَا انْقَلَبْتُمْ إِلَيْهِمْ لِتُعْرِضُوا عَنْهُمْ فَأَعْرِضُوا عَنْهُمْ إِنَّهُمْ رِجْسٌ وَمَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ * يَحْلِفُونَ لَكُمْ لِتَرْضَوْا عَنْهُمْ فَإِنْ تَرْضَوْا عَنْهُمْ فَإِنَّ اللَّهَ لا يَرْضَى عَنِ الْقَوْمِ الْفَاسِقِينَ} [التوبة:٩٥ - ٩٦].
أيها المسلمون! اعتبروا بهذه الآيات، يا ليتنا نطبق هذا الأدب الذي علمه رسول الله صلى الله عليه وسلم الصحابة.
هل نهجر تارك الصلاة؟
هل نهجر المتخلف عن الصلاة؟
هل نهجر الفساق الذين أعلنوا فسقهم بين الناس بدون حياء ولا خوف من الله؟
إذا أردنا أن نتبع هدي محمد صلى الله عليه وسلم فلنهجرهم ولننابذهم حتى يرجعوا إلى الله ويتوبوا إليه، اعتبروا بهذه الآيات وطبقوها يا عباد الله، وانظروا ما تختارون لأنفسكم، فلن يرضى المؤمن إلا أن يكون مع الصادقين المتقين.
عباد الله! صلوا على الناصح الأمين، صلوا على رسول الله امتثالاً لأمر الله: {يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيماً} [الأحزاب:٥٦] ويقول صلى الله عليه وسلم: {من صلى عليّ صلاة، صلى الله عليه بها عشراً}.
اللهم صلِّ وسلم على عبدك ورسولك محمد، وارض اللهم عن خلفائه الراشدين: أبي بكر وعمر وعثمان وعلي، وعن سائر أصحاب رسولك أجمعين، وعن التابعين لهم بإحسان إلى يوم الدين، وعنا معهم بعفوك وكرمك وإحسانك يا رب العالمين!
اللهم أعز الإسلام والمسلمين عاجلاً غير آجل، اللهم أذل الشرك والمشركين، اللهم دمر أعداء الإسلام وأعداء المسلمين، اللهم اشدد وطأتك على أعداء الإسلام وأعداء المسلمين يا رب العالمين! اللهم مزقهم كل ممزق، اللهم أرنا فيهم عجائب قدرتك، اللهم أنزل بهم بأسك الذي لا يرد عن القوم المجرمين.
رَبَّنَا ظَلَمْنَا أَنْفُسَنَا وَإِنْ لَمْ تَغْفِرْ لَنَا وَتَرْحَمْنَا لَنَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ.
اللهم أصلح ولاة أمور المسلمين أجمعين في مشارق الأرض ومغاربها، اللهم قيض لولاة أمور المسلمين جلساء صالحين ناصحين وعلماء عابدين يدلونهم على كل خير ويحذرونهم من كل شر يا رب العالمين!
لا إله إلا أنت ولا رب لنا سواك، ارحمنا اللهم بواسع رحمتك يا أرحم الراحمين!
ربنا لا تؤاخذنا بما فعل السفهاء منا، رَبَّنَا ظَلَمْنَا أَنْفُسَنَا وَإِنْ لَمْ تَغْفِرْ لَنَا وَتَرْحَمْنَا لَنَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ.
رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالْأِيمَانِ وَلا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلّاً لِلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَؤُوفٌ رَحِيمٌ.
اللهم ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار.
اللهم إنك قلت وقولك الحق {ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ} [غافر:٦٠] اللهم يا حي يا قيوم! يا ذا الجلال والإكرام! أغثنا، اللهم أغثنا، اللهم أغثنا، اللهم اسقنا غيثاً مغثياً هنيئاً مريئاً سحاً غدقاً، نافعاً غير ضار، اللهم اسقنا سقيا رحمة، اللهم اسقنا سقيا رحمة، اللهم لا سقيا عذاب ولا هدم ولا بلاء ولا غرق.
اللهم أنت أرحم بنا من آبائنا وأمهاتنا، وأرحم بنا من أنفسنا، يا أرحم الراحمين!
اللهم لا تردنا خائبين، ولا من رحمتك آيسين، ولا من عطائك مفلسين، اللهم ها نحن عبادك ببابك واقفين، اللهم لا تردنا خائبين، يا إله الأولين والآخرين.
اللهم أغثنا، اللهم أغثنا، اللهم أغثنا، اللهم سقيا رحمة، لا سقيا عذاب ولا هدم، ولا بلاء ولا غرق، يا حي يا قيوم يا ذا الجلال والإكرام.
اللهم صلِّ وسلم على نبينا محمد.
عباد الله! إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْأِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ، وَأَوْفُوا بِعَهْدِ اللَّهِ إِذَا عَاهَدْتُمْ وَلا تَنْقُضُوا الْأَيْمَانَ بَعْدَ تَوْكِيدِهَا، واذكروا الله العظيم يذكركم، واشكروه على واسع نعمه يزدكم، ولذكر الله أكبر، والله يعلم ما تصنعون.