[الاستعداد لرمضان بالتهيؤ للطاعة لا للمآكل والملاهي]
فيا عباد الله! اتقوا الله عزَّ وجلَّ.
عباد الله! قد اقتربت أيام شهر رمضان المبارك الذي يستعد له الجميع.
فالمسلمون المؤمنون الصادقون يتأهبون لزيادة صلتهم بالله، عن طريق الصيام والقيام، وتلاوة القرآن، وسائر القربات إلى الله، فمن قام بهذه الأعمال بإخلاص نية لله عزَّ وجلَّ محتسباً الأجر، فقد تاجر مع الله، وسوف يربح غداً يوم لا ينفع مالٌ ولا بنون، إلا من أتى الله بقلب سليم.
أما الذين يستعدون لشهر رمضان باللهو والسهر والمتعة، ويعدونه شهر مجون وخلاعة، وشهر تنوع للمأكولات والمشروبات، فهؤلاء قد أسرتهم شهواتهم، وقيدتهم الذنوب والمعاصي، فلم يزدادوا بهذا الشهر المبارك إلا بُعداً عن الله عزَّ وجلَّ.
أمة الإسلام! إن العبودية الصادقة لله عزَّ وجلَّ تعني أن يشعر المرء بالحب والذل والخضوع لله سبحانه وبحمده، وبهذا الحب والخضوع والذل، يخلِّص الإنسانُ نفسَه لخالقه جل وعلا، فيلتزم بأوامره، وينتهي عن نواهيه، ولا يمكن أن يأتي عملاً يُفقِد عبادتَه لله، أو يحبط عمله الصالح الذي يبتغي به وجه الله سبحانه وبحمده؛ لذلك فإن المسلم الصادق ينتهز فرصة شهر رمضان ليجدد إسلامه، ويستوثق الإيمان، ويقوم بطاعة الله عزَّ وجلَّ.
أمة الإسلام! لنحي شهر رمضان بقلوب مملوءة بالإيمان والحب، فنقول: أهلاً بك يا شهر رمضان، أهلاً بك يا شهر الصيام والقيام، أهلاً بك يا شهر تلاوة القرآن, أهلاً بك يا شهر عمارة المحراب، أهلاً بك يا شهر الرحمة، أهلاً بك يا شهر المغفرة، أهلاً بك يا شهر العتق من النيران.
عباد الله! {إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيماً} [الأحزاب:٥٦] اللهم صلِّ وسلم وبارك على عبدك ورسولك محمد، وارضَ اللهم عن خلفائه الراشدين: أبي بكر وعمر وعثمان وعلي، وعن سائر أصحاب رسولك أجمعين، وعن التابعين لهم بإحسان إلى يوم الدين.
عباد الله! إنه لا يخفى على الجميع ما أُصِبْنا به من موت إمام المسلمين خالد بن عبد العزيز، فلا يسعنا إلا أن نصبر ونسلِّم للقضاء والقدر، ونقول كما أمرنا الله عزَّ وجلَّ: {إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ} [البقرة:١٥٦].
اللهم اجعل الولاية في عقبه خير ولاية، اللهم اغفر له وارحمه، وعافه واعفُ عنه، وأكرم نُزُله, ووسع مُدخله، وغسِّله بالماء والثلج والبرد، واجزه عن المسلمين خير الجزاء؛ لما قام به من جُهد وأداه من واجب.
اللهم لا تفتنا بعده ولا تحرمنا أجره، اللهم أصلح ولاة أمورنا، وولاة أمور المسلمين في مشارق الأرض ومغاربها.
اللهم ارزقهم البطانة الصالحة، والجلساء الصالحين الناصحين، اللهم ارزقهم الجلساء الصالحين الناصحين، اللهم ارزقهم الجلساء الصالحين الناصحين، الذين يذكرونهم ما نسُوا، ويعينونهم إذا ذَكَروا، يعينونهم على الخير ويحذرونهم من الشر.
اللهم وفقنا وإياهم لفعل الخيرات وترك المنكرات، والتمسك بالكتاب والسنة يا رب العالمين.
اللهم دمر أعداء الإسلام وأعداء المسلمين، اللهم دمر أعداء الإسلام وأعداء المسلمين، اللهم دمر أعداء الإسلام وأعداء المسلمين، اللهم دمر أعداء الإسلام وأعداء المسلمين، وأنزل بهم بأسك الذي لا يُرد عن القوم المجرمين.
اللهم أصلح أولادنا ونساءنا، اللهم أصلح أولادنا ونساءنا، واجعلنا وإياهم هداة مهتدين، اللهم أقر أعيننا بصلاحهم يا رب العالمين، ولا تجعلنا وإياهم ضالين ولا مضلين.
اللهم اغفر لنا، اللهم اغفر لنا، اللهم اغفر لنا ولوالدِينا ولوالدِي والدِينا، ولجميع المسلمين والمسلمات، الأحياء منهم والأموات برحمتك يا أرحم الراحمين.
اللهم ارفع عنا الغلاء والوباء والربا والزنا واللواط والزلازل والمحن، وسوء الفتن ما ظهر منها وما بطن، عنا وعن جميع إخواننا المسلمين في مشارق الأرض ومغاربها يا رب العالمين.
ربنا آتنا في الدنيا حسنة، وفي الآخرة حسنة، وقنا عذاب النار.
عباد الله: {إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ * وَأَوْفُوا بِعَهْدِ اللَّهِ إِذَا عَاهَدْتُمْ وَلا تَنْقُضُوا الْأَيْمَانَ بَعْدَ تَوْكِيدِهَا} [النحل:٩٠ - ٩١].
فاذكروا الله العظيم الجليل يذكركم، واشكروه على وافر نعمه يزدكم {وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُونَ} [العنكبوت:٤٥].