قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:{يُحشر الناس يوم القيامة حُفاةً عُراةً غُرْلاً، قالت عائشة رضي الله عنها: يا رسول الله! الرجال والنساء جميعاً ينظر بعضُهم إلى بعض؟ قال: يا عائشة! الأمر أشد من أن يهمهم ذلك} لا إله إلا الله! كيف ينظر بعضُهم إلى بعض وربنا جلَّ وعَلا يقول: {يَوْمَ يَفِرُّ الْمَرْءُ مِنْ أَخِيهِ * وَأُمِّهِ وَأَبِيهِ * وَصَاحِبَتِهِ وَبَنِيهِ * لِكُلِّ امْرِئٍ مِنْهُمْ يَوْمَئِذٍ شَأْنٌ يُغْنِيهِ}[عبس:٣٤ - ٣٧]{يَوْمَ تَرَوْنَهَا تَذْهَلُ كُلُّ مُرْضِعَةٍ عَمَّا أَرْضَعَتْ وَتَضَعُ كُلُّ ذَاتِ حَمْلٍ حَمْلَهَا وَتَرَى النَّاسَ سُكَارَى وَمَا هُمْ بِسُكَارَى وَلَكِنَّ عَذَابَ اللَّهِ شَدِيدٌ}[الحج:٢] أين هم؟
على أرض القيامة، على الأرض التي وصفها رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال:{يُحشر الناسُ يوم القيامة على أرض بيضاء عفراء كقرصة النقي، ليس فيها علم لأحد}.
موعظة! فتذكر يا بن آدم ذلك الموقف العظيم عندما تكون حافي القدمين، عاري الجسم، حاسر الرأس، وأنت منفرد بأحزانك وهمومك وغمومك، القلب خائف، والبصر خاشع:{وَخَشَعَتِ الْأَصْوَاتُ لِلرَّحْمَنِ فَلا تَسْمَعُ إِلَّا هَمْساً}[طه:١٠٨].
ثم تذكر إقبال الوحوش في ذلك اليوم العظيم منكسة رءوسها.
ثم تذكر هذه الشمس التي تشرق وتضيء العالم، عندما تُكَوَّر، والقمر عندما يُخسَف به، والنجوم عندما تتناثر وتنكدر، والسماء عندما تتشقق فتكون وردة كالدهان.
إنه يوم القيامة، قال الله تعالى:{يَوْماً يَجْعَلُ الْوِلْدَانَ شِيباً}[المزمل:١٧].