[من التوبة الكف عن إيذاء المؤمنين]
عباد الله: توبوا إلى ربكم وأسلموا له واعملوا صالحاً ينجيكم من عذابه يوم القارعة، يوم الطامة والزلزلة، يوم الحسرة والندامة، فلا تكونوا غافلين عن الموت هاذم اللذات، ولا تنسوا سكرات الموت وأهواله، فهنيئاً لمن تيقظ وتاب وأناب وعمل صالحاً! وتباً لمن غفل وأسرف على نفسه، وسوَّف بالتوبة ووافته المنية على إصراره، وعلى إيذاء عباد الله وإزعاجهم بملاحقة النساء، والتفحيط في شوارعهم العامة والخاصة، ويا لها من فتنة عمياء وتقليد أحمق! اللهم اهدِ ضال المسلمين.
عباد الله: أولادكم أمانة في أعناقكم، ونحن مسئولون عنهم أمام الله يوم القيامة.
عباد الله: لينظر كل منا منقلبه ما دام في زمن الإمهال، وليتعرف إلى الله عز وجل، وليتفكر في منتهاه ما دام الأمر ممكناً، قبل {أَنْ تَقُولَ نَفْسٌ يَا حَسْرَتَى عَلَى مَا فَرَّطْتُ فِي جَنْبِ اللَّهِ وَإِنْ كُنْتُ لَمِنَ السَّاخِرِينَ} [الزمر:٥٦].
عباد الله: إن على الإنسان أن يعمل سراً وجهراً بطاعة الله جل وعلا، ويذكر ربه وما أحاطه به من النعم، وما له عليه من حقوق، ويذكر ضعفه وموته وما في القيامة من أهوال وماذا عمل، يذكر ذلك استعداداً لذلك اليوم العظيم المروع، فيستحضر تقصيره، ويتذكر تفريطه، وما يدري ما يفعل به.
فيا أخي المسلم: إن المعاصي تمحق بركة العمر والرزق والعلم، والطاعة والتوبة واجبة في كل وقت امتثالاً لأمر الله ورسوله بها، فهيا إلى التوبة يا عباد الله!، فالحياة مرة، فإذا انتهت فلا كرة ولا رجوع، هيا إلى التوبة من قبل أن يأتي يومٌ لا بيع فيه ولا خلال، فقد يفصل في الأمر وتغلق الأبواب، والمسوف بالتوبة بين خطرين عظيمين؛ إما أن تتراكم الظلمة على قلبه من المعاصي حتى يصير ريناً وطبعاً فلا يقبل المحو، وإما أن يعاجله المرض وهاذم اللذات فجأة فلا يجد مهلة لتدارك ما فات.
اللهم أيقظنا من رقدات الغفلة، اللهم تب علينا إنك أنت التواب الرحيم.
عباد الله: إن أصدق الحديث كلام الله، وخير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم، وشر الأمور محدثاتها، وكل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار.
عباد الله: {إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيماً} [الأحزاب:٥٦] ويقول صلى الله عليه وسلم: {من صلى عليَّ صلاة صلى الله عليه بها عشراً}.
اللهم صلِّ وسلم على عبدك ورسولك محمد، وارض اللهم عن خلفائه الراشدين أبي بكر وعمر وعثمان وعلي وعن سائر أصحاب رسولك أجمعين، وعن التابعين لهم بإحسان إلى يوم الدين، وعنا معهم بعفوك وكرمك وإحسانك يا أرحم الراحمين.
اللهم أعز الإسلام والمسلمين، اللهم أذل الشرك والمشركين، اللهم دمر أعداء الإسلام وأعداء المسلمين، اللهم اشدد وطأتك على أعداء الإسلام والمسلمين، اللهم من أراد الإسلام والمسلمين بسوءٍ فأشغله في نفسه، واجعل كيده في نحره، واجعل تدبيره تدميراً له يا سميع الدعاء.
اللهم أصلحنا جميعاً، وأصلح أئمتنا وولاة أمورنا، وأصلح أولادنا ونساءنا، واجعلنا جميعاً هداة مهتدين.
اللهم ارفع عنا الغلاء والوباء، والربا والزنا واللواط، والزلازل والمحن، وسوء الفتن ما ظهر منها وما بطن، وعن جميع المسلمين عامة يا رب العالمين.
عباد الله: {إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ * وَأَوْفُوا بِعَهْدِ اللَّهِ إِذَا عَاهَدْتُمْ وَلا تَنْقُضُوا الْأَيْمَانَ بَعْدَ تَوْكِيدِهَا} [النحل:٩٠ - ٩١].
واذكروا الله العظيم الجليل يذكركم، واشكروه على وافر نعمه يزدكم وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُونَ.