للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[قلة العلماء وكثرة أهل الضلال]

أمة الإسلام! لقد كاد أو قرب قبض العلم، وقل العلماء؛ قل العلماء الربانيون، قلّ أهل الخشية لله تعالى، وأهل الهداية، إن العلم حقيقة هو العلم النافع؛ الذي يكون صاحبه قدوة في الخير والصلاح والزهد والروع، واتباع سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم، وخلفائه الراشدين.

لقد ظهرت الفتن شتى من كل نوع ومن كل جهة ظهر الطعن في الإسلام، والتشكيك في الدين، وتزييف الناس فيه، وسلب محبته من قلوب الناشئين، ومحاولة إبعادهم عن هذا الدين الحنيف بكل المحاولات والمغريات المعروفة والتي انتشرت بين الخافقين بكثرة.

أيها المسلمون: لقد تصاعدت الفتنة من جزئيات الدين وفروعه إلى أصوله وأركانه، وتطورت الفتنة من الأفراد والأقليات، وتلك طامة كبرى، ومصيبة عظمى، أن تتدرج الفتن هذا التدرج، وتتوسع هذا التوسع في حجمها وشكلها اللهم إنا نسألك الثبات على الإسلام، اللهم إن نسألك الثبات على الإسلام، اللهم إن نسألك الثبات على الإسلام.

أيها الإخوة في الله: شيوعية، ويهودية، وماسونية، ونصرانية، وإلحادية، ومجوسية، ووثنية؛ كل هؤلاء يحاولون الوثب على الإسلام، ولكن نسأل الله الحي القيوم أن يجعل شرورهم في نحورهم، وأن يردهم خائبين إنه على كل شيء قدير.

أمة الإسلام: كونوا على يقظة مما يدبره لكم الأعداء، ومما يجتمعون من أجله ليصدوكم عن دينكم، فهذا حذيفة بن اليمان رضي الله عنه، يسأل الرسول صلى الله عليه وسلم فيقول: {قلت: يا رسول الله! هل بعد هذا الخير الذي جئت به من شر؟ قال: نعم.

قلت: وهل بعد هذا الشر من خير؟ قال: نعم وفيه دخن.

قلت: وما دخنه؟ قال: قوم يستنون بغير سنتي، ويهتدون بغير هديي، تعرف منهم وتنكر.

قلت: وهل بعد ذلك من شر؟ قال: نعم، دعاة على أبواب جهنم، من أجابهم قذفوه فيها.

قلت: يا رسول الله! صفهم لنا؟ قال: هم من جلدتنا، ويتكلمون بألسنتنا} فقد ظهر هذا -يا عباد الله! - ولكن خذوا حذركم، وتمسكوا بكتاب الله وبهدي رسوله صلى الله عليه وسلم.