الحمد لله على نعمة الإسلام، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له, وأشهد أن محمداً عبده ورسوله, اللهم صلِّ وسلم على عبدك ورسولك محمد، وعلى آله وأصحابه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.
أما بعد:
فيا عباد الله! اتقوا الله عز وجل وأطيعوه.
عباد الله! هلمُّوا إلى دارٍ لا يموت سكانها، ولا يخرب بنيانها، ولا يهرم شبانها، ولا يتغير حسنها وإحسانها، هواؤها النسيم، وماؤها التسنيم، يتقلب أهلها في رحمة أرحم الراحمين، ويتمتعون بالنظر إلى وجه الكريم كل حين:{دَعْوَاهُمْ فِيهَا سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَتَحِيَّتُهُمْ فِيهَا سَلامٌ وَآخِرُ دَعْوَاهُمْ أَنِ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ}[يونس:١٠].
فأهل الجنة يتنعمون بما أعده الله لهم فيها من النعيم، وقرة العين واللذة والفرح والسرور.
الجنة -يا عباد الله- وأَنْعِم بها من دار، فيها ما لا عين رأت، ولا أذن سمعت، ولا خطر على قلب بشر، بعث الله رسوله محمداً صلى الله عليه وسلم يدعو الناس إليها بالإيمان والإسلام والإحسان, فمن أجاب محمداً صلى الله عليه وسلم دخل الجنة، وأكل مما فيها من النعيم المقيم الذي لا يزول ولا يحول، ومن عصى رسول الله فمأواه جهنم وبئس المصير.