[إهمال تربية الأولاد]
الحمد لله ذي الكبرياء والعظمة والسلطان، أحمده سبحانه وأشكره، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله صاحب المقام المحمود، وسيد ولد عدنان، اللهم صلِّ وسلم على عبدك ورسولك محمد وعلى آله وصحبه ومن تبعهم بإحسان.
أما بعد:
فيا عباد الله: اتقوا الله كما أمركم: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَاراً وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ عَلَيْهَا مَلائِكَةٌ غِلاظٌ شِدَادٌ لا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ} [التحريم:٦] اتقوا الله في أولادكم، وفي أهليكم، وفي معاملاتكم، وفيمن تحت أيديكم.
إنه ليحزن ويمرض أننا نرى الكثير من الآباء قد أهمل الأولاد، وترك لهم الحبل على الغارب! حتى صاروا شراً مستطيراً على المجتمع, وداءً عضالاً وعضواً لا خير فيه, كل ذلك بسبب الإهمال, حتى إن البعض من الآباء تحمل أوزاراً، وهو يعرف أنه فيها ظالم لنفسه ولأولاده، وهو أنه يعينهم على الأسفار إلى بلاد الكفر والفساد، ويدفع لهم الأموال، ويفتح لهم الاعتمادات حتى يفسدوا بها، وينفقونها في سبيل الشيطان، ويقول: نريد لهم الترفه، بل ظلمهم، وأعانهم على إغضاب الرب جلَّ وعلا، فسوف يسأل عن هذا كله إذا وقف بين يدي الله يوم ترتعد الفرائص من الخوف والوجل.
أمة الإسلام: إنه من أكبر المنكرات أن يخرج الرجل من بيته إلى المسجد والأولاد في بيته إما يمارسون لعب الورقة، أو جالسون عند التلفاز، أو نائمون في فرشهم، وهو يأتي إلى المسجد، إنه من أكبر المنكرات -والعياذ بالله- من عمى البصيرة: {فَإِنَّهَا لا تَعْمَى الْأَبْصَارُ وَلَكِنْ تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُورِ} [الحج:٤٦].
أمة الإسلام: لننتبه من رقدتنا ونستيقظ ونستعد قبل أن نقف بين يدي الله ثم نسأل، فمن أين لنا الجواب؟ من أين لنا الجواب؟
وصلوا على رسول الله كما أمركم الله: {يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيماً} [الأحزاب:٥٦].
اللهم صلِّ وسلم على عبدك ورسولك محمد، وارضَ اللهم عن خلفائه الراشدين أبي بكر، وعمر، وعثمان، وعلي، وعن سائر أصحاب رسولك أجمعين السابقين إلى الخيرات، وعنا معهم بعفوك وكرمك وإحسانك يا رب العالمين.
اللهم أعز الإسلام والمسلمين, اللهم أذل الشرك والمشركين، اللهم دمّر أعداء الإسلام والمسلمين، اللهم اشدد عليهم وطأتك، وارفع عنهم يدك وعافيتك ومزقهم كل ممزق، اللهم اجعلهم غنيمةً للمسلمين، اللهم أيقظنا من رقدات الغفلة، اللهم أيقظنا من رقدات الغفلة، اللهم اجعلنا هداة مهتدين غير ضالين ولا مضلين برحمتك يا أرحم الراحمين.
اللهم أصلح أئمتنا وولاة أمور المسلمين في مشارق الأرض ومغاربها، اللهم أرنا وإياهم الحق حقاً وارزقنا وإياهم اتباعه، وأرنا وإياهم الباطل باطلاً وارزقنا وإياهم اجتنابه, إنك على كل شيء قدير.
اللهم أصلح أولادنا ونساءنا، واهدنا وإياهم لما تحبه وترضاه، وجنبنا وإياهم ما تبغضه وتأباه يا رب العالمين.
اللهم ارفع عنا الغلاء والربا والوباء والزنا واللواط، والزلازل والمحن، وسوء الفتن ما ظهر منها وما بطن, عن بلدنا هذا خاصة، وعن جميع بلدان المسلمين عامةً يا رب العالمين.
ربنا اغفر لنا ولإخواننا الذين سبقونا بالإيمان، ولا تجعل في قلوبنا غلاً للذين آمنوا ربنا إنك رءوفٌ رحيم.
عباد الله: {إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ * وَأَوْفُوا بِعَهْدِ اللَّهِ إِذَا عَاهَدْتُمْ وَلا تَنْقُضُوا الْأَيْمَانَ بَعْدَ تَوْكِيدِهَا} [النحل:٩٠ - ٩١] واذكروا الله العظيم الجليل يذكركم، واشكروه على وافر نعمه يزدكم، ولذكر الله أكبر والله يعلم ما تصنعون.