أولاً: توحيد الله سبحانه وتعالى وإفراده بالعبادة؛ التوحيد يا أمة محمد صلى الله عليه وسلم، واليوم أكثر الناس قد أضاع التوحيد، بعضهم يذهب إلى الكهان والسحرة، والمنجمين والعرافين وأهل الشعوذة وغيرهم، هذا إذا سلم من الطواف بالقبور والتوسل بالأموات، والذبح لأهل القبور، وصب العسل والسمن عليها، فهذا والله مصيبة يا إخواني! كسر لا يجبر والعياذ بالله، يقول الله جل وعلا:{إِنَّ اللَّهَ لا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ}[النساء:٤٨] ويقول الله لرسوله صلى الله عليه وسلم: {وَلَقَدْ أُوحِيَ إِلَيْكَ وَإِلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكَ لَئِنْ أَشْرَكْتَ لَيَحْبَطَنَّ عَمَلُكَ وَلَتَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ}[الزمر:٦٥].
إذا كان هذا خطاب للرسول صلى الله عليه وسلم فما بال الذين يذهبون الآن إلى المشعوذين والسحرة والدجاجلة وغيرهم؟! فاسألوا الله بأسمائه الحسنى وصفاته العلا أن يطهر بلاد الإسلام من السحرة والكهنة والمنجمين والعرافين؛ اللهم طهر منهم بلاد الإسلام والمسلمين، فإنهم والله دمار على العقيدة يا أمة محمد صلى الله عليه وسلم! ما دام أن الرسول صلى الله عليه وسلم أخبر:{أن من أتاهم وسألهم لم تقبل منه صلاة أربعين يوماً، ومن أتاهم وسألهم عن شيء فصدقهم فقد كفر بما أنزل على محمدٍ صلى الله عليه وسلم} أي خسارة أكبر من هذا يا أمة محمد صلى الله عليه وسلم؟!
ثم إن بعضهم ممن ضعف عندهم الإيمان وأصيبوا بالأمراض النفسانية بسبب إعراضهم عن الله وبعدهم عن توحيد الله، وهدي محمدٍ صلى الله عليه وسلم أصيبوا بأمراض نفسيه، فشنت عليهم الشياطين الغارة حتى ذهبوا إلى أولئك الدجاجلة والمشعوذين، فإذا أتى إليه ربما قال له: تأتي بشاة سوداء أو عنزٍ سوداء وتذبحها ولا تذكر اسم الله عليها، وماذا يحصل لهم؟
في أول قطرة من دمها تحل عليه لعنة الله كما قال الرسول صلى الله عليه وسلم:{لعن الله من ذبح لغير الله} وإن مات على تلك الحال فمصيره أنه مخلد في النار، لأنه صرف نوعاً من العبادة لغير الله، والله جل وعلا يقول:{قُلْ إِنَّ صَلاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ}[الأنعام:١٦٢] ونسكي: أي ذبحي لله رب العالمين {لا شَرِيكَ لَهُ}[الأنعام:١٦٢] فلنحذر من ذلك يا أمة محمدٍ صلى الله عليه وسلم.
أيضاً: من أراد دخول دار الأفراح (الجنة) التي يفرح بها المؤمنون؛ فعليه بمتابعة هدي الرسول صلى الله عليه وسلم، الذي قال:{كل أمتي يدخلون الجنة إلا من أبى، قيل: ومن يأبى يا رسول الله؟ قال: من أطاعني دخل الجنة، ومن عصاني فقد أبى}.