للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[وصف الحور العين]

يخبر صلى الله عليه وسلم وهو الصادق المصدوق عن نعيم آخر في الجنة فيقول: {إن للمؤمن في الجنة لخيمة من لؤلؤة واحدة مجوفة طولها ستون ميلاً، ثم يخبر رسول الله صلى الله عليه وسلم: أن فيها للمؤمن أهلون يطوف عليهم فلا يرى بعضهم بعضاً} متفق عليه، ثم يخبر الله عز وجل: {وَعِنْدَهُمْ قَاصِرَاتُ الطَّرْفِ عِينٌ} [الصافات:٤٨] في تلك الخيام: {وَعِنْدَهُمْ قَاصِرَاتُ الطَّرْفِ عِينٌ * كَأَنَّهُنَّ بَيْضٌ مَكْنُونٌ} [الصافات:٤٨ - ٤٩] ويقول الله تعالى في وصف تلك العرائس الحسان: {حُورٌ مَقْصُورَاتٌ فِي الْخِيَامِ} [الرحمن:٧٢] ويقول أيضاً في وصف تلك العرائس الحسان: {وَحُورٌ عِينٌ * كَأَمْثَالِ اللُّؤْلُؤِ الْمَكْنُونِ} [الواقعة:٢٢ - ٢٣].

ثم يقول صلى الله عليه وسلم عن هذه الزوجات الحسان: {ولو أن امرأة من أهل الجنة اطلعت إلى أهل الأرض؛ لأضاء ما بينهما ولملأته ريحاً، ولنصيفها على رأسها خير من الدنيا وما فيها} الله أكبر! البدار البدار يا من تحب الجمال الطبيعي! يقول صلى الله عليه وسلم: {إن الرجل من أهل الجنة ليعطى قوة مائة رجل في الأكل والشرب والجماع والشهوة} ثم يقول صلى الله عليه وسلم: {إن أهل الجنة يأكلون فيها ويشربون ولا يبصقون ولا يبولون ولا يتغوطون ولا يمتخطون، قالوا: يا رسول الله! فما بال الطعام -أجل أين يذهب الطعام يا رسول الله؟ - قال صلى الله عليه وسلم: جشاءٌ ورشح كرشح المسك}.

أيها الإخوة في الله: ثم إن سألتم عن تلك الآنية التي يأكلون ويشربون فيها، فقد وصفها الله ورسوله في الكتاب والسنة، قال الله تعالى: {يَا عِبَادِ لا خَوْفٌ عَلَيْكُمْ الْيَوْمَ وَلا أَنْتُمْ تَحْزَنُونَ} [الزخرف:٦٨] من هؤلاء العباد؟: {الَّذِينَ آمَنُوا بِآيَاتِنَا وَكَانُوا مُسْلِمِينَ} [الزخرف:٦٩] ماذا يقال لهم: {ادْخُلُوا الْجَنَّةَ أَنْتُمْ وَأَزْوَاجُكُمْ تُحْبَرُونَ} [الزخرف:٧٠] ثم اسمعوا إلى الكرامة يا عباد اللهّ! اسمعوا إلى الآنية والتي فيها {يُطَافُ عَلَيْهِمْ بِصِحَافٍ مِنْ ذَهَبٍ وَأَكْوَابٍ وَفِيهَا مَا تَشْتَهِيهِ الأَنفُسُ وَتَلَذُّ الأَعْيُنُ وَأَنْتُمْ فِيهَا خَالِدُونَ} [الزخرف:٧١] خالدون لا يموتون لا يخرجون منها، لا يأتي صاحب المكتب العقاري فيقول: انتهت المدة، لا.

بل هم في نعيم دائم أبدي سرمدي في تلك الجنة.

ثم يصف رب العزة والجلال نعيماً آخر، يخبر الله عنه فيقول: {يَطُوفُ عَلَيْهِمْ وِلْدَانٌ مُخَلَّدُونَ * بِأَكْوَابٍ وَأَبَارِيقَ وَكَأْسٍ مِنْ مَعِينٍ * لا يُصَدَّعُونَ عَنْهَا وَلا يُنزِفُونَ} [الواقعة:١٧ - ١٩] هذا خمر الجنة {لا يُصَدَّعُونَ عَنْهَا وَلا يُنزِفُونَ} [الواقعة:١٩].

وماذا عندهم من الفواكه؟: {وَفَاكِهَةٍ مِمَّا يَتَخَيَّرُونَ} [الواقعة:٢٠] وأيضاً: {وَلَحْمِ طَيْرٍ مِمَّا يَشْتَهُونَ} [الواقعة:٢١].