الحمد لله رب العالمين، الفعال لما يريد، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، نبي ما طلعت الشمس ولا غربت على مثله، نبي أسس الله به ملة الإسلام، وشيد به دولة الإسلام {هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ}[التوبة:٣٣] اللهم صل وسلم على عبدك ورسولك محمد، وعلى آله وأصحابه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.
أما بعد:
أيها الناس: اتقوا الله عَزَّ وَجَلّ.
عباد الله! لقد سمعنا في رمضان ما وقع في السابع عشر من الغزوة الكبرى التي غزاها رسول الله صلى الله عليه وسلم وسميت بذلك يوم الفرقان؛ لأن الله فرق بها بين الحق والباطل، وفي هذه اللحظات نعيش دقائق أو بضع ساعة مع الغزوة التي تليها وهي غزوة أحد.
أيها الإخوة في الله! إن أول غزوة غزاها رسول الله صلى الله عليه وسلم هي غزوة بدر الكبرى، نعم.
إنها غزوة بدر الكبرى التي فرق الله بها بين الحق والباطل، الغزوة التي قتل فيها رءوس الكفر وصناديدهم، الغزوة التي حصل فيها النصر للإسلام والمسلمين، حيث مكن الله المسلمين من عدوهم فقتلوهم شر قتلة وأسروا منهم من أسروا، وولى بعضهم مدبرين منهزمين، مغمومين مقهورين.
ولكنهم مع ذلك إذا ذكروا تلك الهزيمة وتلك المقتلة أثرت عليهم، وأجاشت شرهم وحمستهم على أن يأخذوا بثأرها.