[أضرار التدخين الصحية]
ومن فقهاء الحنابلة الشيخ/ عبد الله ابن الشيخ محمد بن عبد الوهاب، قال في أثناء جوابه: وبما ذكرنا من كلام الرسول صلى الله عليه وسلم وكلام أهل العلم يتبين لك تحريم الدخان الذي كثر في هذا الزمان استعماله, وصحَّ بالتواتر عندنا والمشاهدة إسكاره في بعض الأوقات خصوصاً إذا أكثر منه أو تركه يوماً أو يومين لا يشربه ثم شربه فإنه يسكر, ويزيل العقل حتى إن صاحبه يحدث عند الناس ولا يشعر بذلك, فهذا ما قاله العلماء والأطباء, وإليك ما فيها -أي: مقالات العلماء- من مضار الدخان:
١ - أنه إسراف وتبذير، وشارب الدخان يعدي أولاده, وخصوصاً الذين يشربونه أمام الأولاد, وربما يرسلون أولادهم يشترون لهم من الدكان.
٢ - الدخان يثقل على العبد العبادات, فلا تراه في الصف الأول, ويبغض إليه المكث في المساجد, ويكره صاحبه الصيام, ويدعو شاربه إلى مخالطة الأنذال والسُفَّل، ويزهده في مجالسة الأخيار.
٣ - الدخان يؤذي المسلمين, ويؤذي الكرام الكاتبين, ويلوث الفم واللسان والحلق والصدر, وكلها مواضع ذكر لله, ومن أراد أن يتبين ذلك فليمر على صاحب فرن ولينظر في قلبه فإنه يجول مثل ذلك الفرن الملتهب ناراً, وقلبه أسود من كثرة ممارسة الدخان.
٤ - من مضار الدخان احتوائه على مادة (النيوكوتين) السامة، والدخان يعرض شاربه لأمراض خطيرة في بدنه, ومن ذلك تعسير الهضم وإحداث التهاب في الرئتين, وإحداث السعال, وتعطيل الشرايين الصدرية, وعسر التنفس, وتشويش انتظام دقات القلب.
٥ - شارب الدخان يعين على قتل نفسه والله حرم ذلك: {وَلا تَقْتُلُوا أَنفُسَكُمْ إِنَّ اللَّهَ كَانَ بِكُمْ رَحِيماً} [النساء:٢٩].
٦ - الدخان يضعف البصر, ويضر بالعقل, ويورث الحمق وسرعة الغضب, ويخرب كريات الدم, ويحطم الأعصاب, ويؤدي إلى مرض السل الرئوي, ومرض السرطان, ويسود الفم والوجه, ويتلف الأسنان ويذهب نظرتها, ويكرهها للناظرين, ويحدث الأرق وعدم النوم, ويحدث التيبس في الكبد, ويحدث مرض الفالج.
فهذه بعض الأمراض الناتجة عن الدخان أبا الخبائث.
فالواجب على العاقل الناصح لنفسه أن يتوب إلى الله عز جل عن شربه قبل أن يموت بسببه, فيكون قد أعان على قتل نفسه.
اللهم اعصمنا عن كل محرم، اللهم أصلح أولادنا ونسائنا، اللهم اكفنا بالحلال عن الحرام، اللهم وفقنا لما تحبه وترضاه وجنبنا ما تبغضه وتأباه يا رب العالمين، يقول ربكم بعد أعوذ بالله: {فَذَكِّرْ إِنْ نَفَعَتْ الذِّكْرَى * سَيَذَّكَّرُ مَنْ يَخْشَى * وَيَتَجَنَّبُهَا الأَشْقَى * الَّذِي يَصْلَى النَّارَ الْكُبْرَى * ثُمَّ لا يَمُوتُ فِيهَا وَلا يَحْيَا} [الأعلى:٩ - ١٣].
بارك الله لي ولكم بالقرآن العظيم, ونفعني وإياكم بما فيه من الآيات والذكر الحكيم, أقول قولي هذا وأستغفر الله العظيم الجليل لي ولكم ولسائر المؤمنين من كل ذنب, فاستغفروه وتوبوا إليه يغفر لكم إنه هو الغفور الرحيم.