أنا شابٌ متزوج ولدي أطفال سافرت خارج البلاد، إلى البلاد المبيحة للفساد، وعملت بعض المعاصي وكنت في طيش في الشباب، وتهاونت في أداء الصلاة، وكنت قبل السفر أصلي، وبعد السفر تركت الصلاة، وبعدما رجعت من السفر أمضيت مدة وأنا لا أصلي، ثم بدأت أندب نفسي لترك الصلاة وفعل المعاصي، والآن أحمد الله أني التزمت وأصلي وتركت المعاصي، ماذا يجب عليَّ أفيدونا جزاكم الله خيراً؟
الجواب
يجب عليك أن تتوب إلى الله عز وجل وتسأل الله الثبات (يا مقلب القلوب ثبت قلوبنا على دينك) تسأل الله الثبات، واعلم يا أخي ما مصيرك لو مت على تلك الحالة -نسأل الله العفو والعافية- ما مصيرك لو وافاك الأجل وأنت في تلك البلاد الفاسدة، فكر في نفسك يا أخي، ولكن ينبغي لك أن تكثر الآن من البكاء ندماً على ما فات منك، وعلى تقصيرك الذي قصرت به، ولا شك كما قلنا إن ترك الصلاة كفر، ولكن يا أخي كما قال الله عز وجل:{قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعاً}[الزمر:٥٣] والرسول صلى الله عليه وسلم يقول: {إن الله يبسط يده بالليل ليتوب مسيء النهار، ويبسط يده بالنهار ليتوب مسيء الليل} فبادر بالتوبة النصوح، واحذر يا أخي من عدوك الشيطان أن تتردى بالمعاصي والذنوب بعد أن هداك الله خشية أن ينزل بك هادم اللذات وأنت مصر على هذه الذنوب والمعاصي.
نسأل الله العفو والعافية، ونسأل الله أن يطهر قلوبنا وقلوبكم، وأن يثبتنا وإياكم على القول الثابت في الحياة الدنيا وفي الآخرة.