للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[نفخة الصعق ونفخة البعث]

يوم القيامة، يوم تشقق فيه السماء بالغمام، قال تعالى: {وَيَوْمَ تَشَقَّقُ السَّمَاءُ بِالْغَمَامِ وَنُزِّلَ الْمَلائِكَةُ تَنْزِيلاً * الْمُلْكُ يَوْمَئِذٍ الْحَقُّ لِلرَّحْمَنِ} [الفرقان:٢٥ - ٢٦] الذي قال وقوله الحق: {وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ وَالْأَرْضُ جَمِيعاً قَبْضَتُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَالسَّمَاوَاتُ مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينِهِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ} [الزمر:٦٧] ثم يأمر الله جل وعلا إسرافيل فينفخ في الصور نفخة الصعق، وهي التي يموت بها الأحياء من أهل السماوات والأرض إلا من شاء الله، حتى يكون آخر من يموت ملك الموت، وينفرد إله الأولين والآخرين الحي الذي لا يموت أبداً ينفرد بالديمومة والبقاء، وهو القائل جلت قدرته: {كُلُّ مَنْ عَلَيْهَا فَانٍ * وَيَبْقَى وَجْهُ رَبِّكَ ذُو الْجَلالِ وَالْإِكْرَامِ} [الرحمن:٢٦ - ٢٧] ثم يقول جل جلاله: {لِمَنِ الْمُلْكُ الْيَوْمَ} [غافر:١٦] ثم يجيب نفسه بنفسه، فيقول: {لِلَّهِ الْوَاحِدِ الْقَهَّارِ} [غافر:١٦] ثم يحيي ربنا جلا وعلا إسرافيل، ويأمره أن ينفخ في الصور نفخة البعث التي قال الله فيها: {ثُمَّ نُفِخَ فِيهِ أُخْرَى فَإِذَا هُمْ قِيَامٌ يَنْظُرُونَ} [الزمر:٦٨].

تذكر يا عبد الله! إذا قمت من قبرك تنفض التراب عن رأسك مجيباً لداعي الله {ثُمَّ نُفِخَ فِيهِ أُخْرَى فَإِذَا هُمْ قِيَامٌ يَنْظُرُونَ} [الزمر:٦٨] {يَوْمَ يَخْرُجُونَ مِنَ الْأَجْدَاثِ سِرَاعاً كَأَنَّهُمْ إِلَى نُصُبٍ يُوفِضُونَ * خَاشِعَةً أَبْصَارُهُمْ تَرْهَقُهُمْ ذِلَّةٌ ذَلِكَ الْيَوْمُ الَّذِي كَانُوا يُوعَدُونَ} [المعارج:٤٣ - ٤٤].