للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[المعصية السابعة: عمل قوم لوط]

وهناك أيضاً جريمة شنيعة بشعة، يقول بعض السلف: لولا أن الله ذكرها في القرآن ما صدقت أنها تحصل، الله أكبر! رحمة الله عليه.

هذه الجريمة يا إخواني جريمة قوم لوط والعياذ بالله، نسأل الله العفو والعافية، ويكفي بها جريمة ويكفي بها تحذيراً أن نذكر ماذا حصل لقوم لوط.

جبريل عليه السلام جاء إلى لوط عليه السلام بعد أمر الله سبحانه وتعالى له أن يأمر لوطاً أن يخرج هو وبناته من تلك القرية حتى يحل بها عذاب الله.

لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.

وهي أن الله سبحانه وتعالى أمر جبريل عليه السلام أن يقتلع ديارهم بجناحه، ثم رفعها إلى عنان السماء حتى سمع الملائكة صياح الديكة ونباح الكلاب، ثم قلبها عليهم وأتبعهم حجارة من سجيل منضود، فتلكم قرية سدوم التي أصابها ما أصابها من القلب الصوري والمعنوي، والقذف بالحجارة، حتى صارت بحيرة منتنة خبيثة، بطريق مهيعٍ مسالكه مستمرة إلى اليوم، وهي المعروفة بـ البحر الميت، الذي لا يعيش فيه شيء، نسأل الله العفو والعافية؛ ولكن الله جل وعلا ذكرها في محكم البيان، حتى تحذر هذه الأمة من تلك الفعلة الخطيرة الشريرة.

لذلك يُروى عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: {إن أخوف ما أخاف على أمتي من عمل قوم لوط}.

ويُروى عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال: {لعن الله مَن عَمِل عَمَل قوم لوط، لعن الله مَن عَمِل عَمَل قوم لوط، لعن الله مَن عَمِل عَمَل قوم لوط} ثلاث مرات.

ويُروى عنه أيضاً صلى الله عليه وسلم أنه قال: {لا ينظر الله إلى رجل أتى رجلاً أو امرأة في دبرها}.

ويُروى عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: {من مات من أمتي يعمل عمل قوم لوط، نقله الله تعالى إليهم حتى يُحشر معهم}.

ويقول ابن عباس رضي الله عنه: [[اللوطي إذا مات من غير توبة مُسخ في قبره خنزيراً]].

ويُروى عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: {من وجدتموه يعمل عمل قوم لوط، فاقتلوا الفاعل والمفعول به}.

ولذلك اجتمع رأي الصحابة رضي الله عنهم في عهد أبي بكر رضي الله عنه؛ لما ذكر له خالد بن الوليد أن هناك رجل يُعمل به كما يُعمل بالنساء أمر بإحراقه بالنار رضي الله عنه وأرضاه.

أما بعض العلماء فقالوا: ينظر إلى أعلى مكان في البلد فيُرمى منه، ثم يُتبع بالحجارة، نعوذ بالله من غضب الله.

فالحذر الحذر يا أمة محمد صلى الله عليه وسلم من هذه الجريمة الوخيمة! وحافظوا على أولادكم يا أمة محمد صلى الله عليه وسلم! الآن بعض الناس، لا يدري أين أولاده يذهبون، أو مع من يذهبون، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.

فنقول: الله الله بالمحافظة على الأولاد، فإنك مسئول عنهم يوم القيامة، والمغريات الآن كثيرة، تجد بعض الأشرار يأخذه معه بحجة أنه يعلمه قيادة السيارة، أو يعطيه سيجارة من دخان أو غير ذلك، فيفعل به جريمة قوم لوط، وعند ذلك والعياذ بالله ينهمك في هذا الجُرم العظيم، ولا تسأل عن أحواله، أسأل الله أن يصلح أولادنا ونساءنا.