عاشراً: من أسباب الانحرافات أن الكثير من الناس نسي الموت، فصار يهيم في هذه الدنيا ولا يفكر أنه سوف ينتقل منها على رغم أنفه:{كَلاَّ إِذَا بَلَغَتْ التَّرَاقِي * وَقِيلَ مَنْ رَاقٍ * وَظَنَّ أَنَّهُ الْفِرَاقُ * وَالْتَفَّتِ السَّاقُ بِالسَّاقِ}[القيامة:٢٦ - ٢٩] نعم إن الموت آتٍ لا محالة: {كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ}[آل عمران:١٨٥] هذا كلام الله عز وجل في القرآن، فإذا قرأنا القرآن وتدبرنا معانيه وجدنا أن القرآن يحضنا لاغتنام العمر بالأعمال الصالحة، وإلا سوف ننتقل من هذه الدنيا على شر حال والعياذ بالله قال الله:{كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ}[آل عمران:١٨٥] ثم بعد الموت أيها الإخوة في الله ينتقل الإنسان إلى دار البرزخ، ودار البرزخ معروفة والذي ينكر ذلك فهو كافر والعياذ بالله، إما في نعيم وإما في جحيم، إما في روضة من رياض الجنة أو في حفرة من فر النار قال تعالى:{كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ وَإِنَّمَا تُوَفَّوْنَ أُجُورَكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَمَنْ زُحْزِحَ عَنْ النَّارِ وَأُدْخِلَ الْجَنَّةَ فَقَدْ فَازَ وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلاَّ مَتَاعُ الْغُرُورِ}[آل عمران:١٨٥] ويقول الله سبحانه وتعالى: {لا يَغُرَّنَّكَ تَقَلُّبُ الَّذِينَ كَفَرُوا فِي الْبِلادِ * مَتَاعٌ قَلِيلٌ ثُمَّ مَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ وَبِئْسَ الْمِهَادُ * لَكِنِ الَّذِينَ اتَّقَوْا رَبَّهُمْ}[آل عمران:١٩٦ - ١٩٨] الله أكبر! هذا الفرق يا عباد الله! {لَكِنِ الَّذِينَ اتَّقَوْا رَبَّهُمْ لَهُمْ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا نُزُلاً مِنْ عِنْدِ اللَّهِ وَمَا عِنْدَ اللَّهِ خَيْرٌ لِلأَبْرَارِ}[آل عمران:١٩٨].