أمة الإسلام: إن من تمسك بكتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم نجا من غوائل أعداء الإسلام، الذين يحاولون القضاء على الإسلام بكل ما يستطيعون من قوة, ولقد أخبر الله عنهم في محكم البيان، فقال جلَّ من قائل عليماً:{يُرِيدُونَ أَنْ يُطْفِئُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَيَأْبَى اللَّهُ إِلَّا أَنْ يُتِمَّ نُورَهُ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ}[التوبة:٣٢].
أمة الإسلام: لقد حاول أعداء الإسلام أن يقضوا على هذا الدين في عهد النبي صلى الله عليه وسلم, ثم في عهد خلفائه الراشدين, ثم في العصور التالية لهم، وإلى وقتنا هذا وهم يحاولون القضاء على الإسلام، فقد هاجموا الإسلام بالعنف والصراع المسلح تارة, وبالمكر والخداع تارة, وبالخطط الهدامة تارة, وليست هذه المحاولة من أعداء المسلمين من صنف واحد, ولكن من سائر أصناف الأعداء, من المشركين واليهود والنصارى والشيوعيين، وسائر الكفرة والمنافقين والملحدين قال الله تعالى:{وَلا يَزَالُونَ يُقَاتِلُونَكُمْ حَتَّى يَرُدُّوكُمْ عَنْ دِينِكُمْ إِنِ اسْتَطَاعُوا وَمَنْ يَرْتَدِدْ مِنْكُمْ عَنْ دِينِهِ فَيَمُتْ وَهُوَ كَافِرٌ فَأُولَئِكَ حَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَأُولَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ}[البقرة:٢١٧] واسمعوا إلى هذا التحذر من المولى جلَّ وعلا: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ تُطِيعُوا الَّذِينَ كَفَرُوا يَرُدُّوكُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ فَتَنْقَلِبُوا خَاسِرِينَ}[آل عمران:١٤٩] إذاً من نتبع؟ {بَلِ اللَّهُ مَوْلاكُمْ وَهُوَ خَيْرُ النَّاصِرِينَ}[آل عمران:١٥٠].
لا شك -يا عباد الله- أن أعداء الإسلام يريدون القضاء على الإسلام؛ لأن الإسلام هو الذي أطاح بعروشهم من أول ما شع نوره, وفرقهم في الأرض وتركهم مذبذبين, وهو الذي يرعبهم ويخيفهم، ولا تعجبوا -يا إخوة الإسلام- من تصريح أعداء الإسلام, ولكن نسأل الله عز وجل أن يردنا إلى هذا الدين القويم.