إخواني في الله! تذكروا لحظة الفراق قال الله تعالى:{وَجَاءَتْ سَكْرَةُ الْمَوْتِ بِالْحَقِّ ذَلِكَ مَا كُنْتَ مِنْهُ تَحِيدُ}[ق:١٩] استعدوا للموت، فإنه أمرٌ جلل، وخطرٌ هائل، وخطبٌ عظيم، لا بد منه لكل مخلوق قال الله تعالى:{قُلْ مَتَاعُ الدُّنْيَا قَلِيلٌ}[النساء:٧٧] قليل، يعني: لا بد من الموت، لا بد من لحظة الفراق، اللهم إنا نسألك حسن الخاتمة يا كريم!
مهما عاش الإنسان فلا بد له من الفراق، لا بد له من الانتقال من هذه الدنيا، ولذلك يقول الله جل وعلا:{قُلْ مَتَاعُ الدُّنْيَا قَلِيلٌ}[النساء:٧٧] ثم قال جل وعلا: {وَالْآخِرَةُ خَيْرٌ لِمَنِ اتَّقَى وَلا تُظْلَمُونَ فَتِيلاً}[النساء:٧٧] ولو تحصنا عن الموت، ولو رفعنا القصور، وشيدنا الفلل، نعم لا بد من الموت، قال الله تعالى:{أَيْنَمَا تَكُونُوا يُدْرِكْكُمُ الْمَوْتُ وَلَوْ كُنْتُمْ فِي بُرُوجٍ مُشَيَّدَةٍ}[النساء:٧٨] ولو هربنا ما هربنا لن ننجو من الموت؟ قال: ما في نجاة من الموت، قال الله تعالى:{قُلْ إِنَّ الْمَوْتَ الَّذِي تَفِرُّونَ مِنْهُ فَإِنَّهُ مُلاقِيكُمْ ثُمَّ تُرَدُّونَ إِلَى عَالِمِ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ فَيُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ}[الجمعة:٨].
إذاً أخي في الله! استعد لهاذم اللذات، فقد حث رسول الله صلى الله عليه وسلم كما يروى عنه فقال:{أكثروا ذكر هاذم اللذات} وربنا جل وعلا يقول: {وَجَاءَتْ سَكْرَةُ الْمَوْتِ بِالْحَقِّ ذَلِكَ مَا كُنْتَ مِنْهُ تَحِيدُ}[ق:١٩].
ثم قال بعضهم رحمه الله وهو يحثك على التأهب للحظة الفراق حتى لا يأتيك بغتة: تأهبوا للموت الذي ما طلب أحداً فأعجزه، ولا تحصن منه متحصنٌ إلا أخرجه وأبرزه، فأي عيشٍ صفا وما كدره، وأي قدمٍ سعى وما عسره، وأي غصن علا وما كسره، وأي بناءٍ أشيد وما دمره، وأي غافلٍ لاهٍ وما بعثره، وأي ملك آمرٍ ناهٍ عال وما حدره، وأي متعبثٍ جائرٍ وما نكسه وأصغره، وأي غنيٍ ما سلب ماله وأفقره!!
فيا عباد الله خذوا العفة والاستعداد فإنه الموت يأتي على غرة وبدون إنذار، أما أخذ الآباء والأجداد، أما أخذ الشباب والأولاد، أما ملأ القبور والألحاد، أما أرمل النساء وأيتم الأطفال!!