أمة الإسلام: اعملوا أن البناء على القبور محرم في شريعة الإسلام، لأن البناء على القبور وسيلةٌ إلى عبادة صاحب القبر، وسواء كان البناء صغيراً أو كبيراً، مسقفاً أو لم يكن مسقفاً، وسواء كان البناء على صورة معبد، أو مسجد، أو غير ذلك فحرام.
يجب على أمة الإسلام أن يقوموا بحملة صادقة، بإيمانٍ صادقٍ، ويهدموا البناء الذي على القبور، كما جاء عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه {نهى عن تجصيص القبور، وأن يقعد عليها} وأن يبنى عليها، ومن بنى على القبر، فقد استحق لعنة الله، نعم.
من بنى على القبر فقد استحق لعنة الله، لما جاء في الصحيحين -ونحن لا نتكلم إلا بما جاء عن الله وعن رسول الله- صحيح البخاري وصحيح مسلم عن أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم في مرضه الذي لم يقم منه: {لعن الله اليهود والنصارى -لماذا؟ - اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد}.
أجل.
في بعض الدول التي تدعي الإسلام لا تجد مسجداً إلا وبجانبه قبر، إذا صلى ذهب إلى القبر، بعدما استقبل وجه الله، بعدما استقبل الحي القيوم، ذهب ليبطل تلك الأعمال، ذهب يتمسح بالقبر الفلاني، وهو بخشوعٍ: يا سيدي فلان! يا سيدتي فلانة!
عن ابن عباس رضي الله عنهما قال:{لعن رسول الله صلى الله عليه وسلم زوارات القبور، والمتخذين عليها المساجد والسرج}.
أيها المسلم: اتصل بربك بدون واسطة، اتصل به تجده قريباً مجيباً، والله جل وعلا يقول في محكم البيان، يقول المحكم العظيم:{وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ}[البقرة:١٨٦] وهو جل وعلا يحب من عباده أن يلحوا بالدعاء، وهو يجيب من استغاث به، قال صلى الله عليه وسلم:{إذا سألت فاسأل الله، وإذا استعنت فاستعن بالله، تعرف إلى الله في الرخاء يعرفك في الشدة}.
عباد الله: إياكم ومحدثات الأمور، فإن كل محدثةٍ بدعة، وكل بدعةٍ ضلالة، وأستغفر الله العظيم الجليل لي ولكم، ولسائر المسلمين من كل ذنب، فاستغفروه وتوبوا إليه يغفر لكم إنه هو الغفور الرحيم.