الحمد لله رب العالمين، الرحمن الرحيم، مالك يوم الدين.
وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، اللهم صلِّ وسلم على عبدك ورسولك محمد، وعلى آله وأصحابه أجمعين، ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين، وسلِّم تسليماً كثيراً.
أما بعد:
يا أيها الناس: اتقوا الله عزَّ وجلَّ.
عباد الله: استعدوا لهادم اللذات، استعدوا للموت؛ فإنه يأتي على غرة، أطيعوا الله وأطيعوا الرسول، واعلموا أن بطاعة الله ورسوله الفلاح والسعادة والأجر في الدنيا والآخرة، يقول الله تعالى:{مَنْ يُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطَاعَ اللَّهَ}[النساء:٨٠].
عباد الله: في هذه الآيات الكريمة يتبين لنا معنى شهادة: أن محمداً عبده ورسوله، وهي: طاعته فيما أمر، وتصديقه فيما أخبر، واجتناب ما عنه نهى وزجر، وأن لا يُعبد الله إلا بما شرعه محمدٌ صلى الله عليه وسلم، فهو خاتم الأنبياء والمرسلين، ورسالتُه خاتمة الرسالات، وهو الذي بُعث إلى الناس كافة بشيراً ونذيراً، فمن أطاعه دخل الجنة، ومن عصاه دخل النار.