للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[موقف البعث والنشور]

ثم يحيي المولى جلَّ جلاله إسرافيل، ويأمره أن ينفخ في الصورة نفخة البعث، ويأمر الله ملكاً ينادي على صخرة بيت المقدس: أيتها العظام البالية! والأوصال المتقطعة! إن الله يأمركن أن تجتمعن لفصل القضاء قال تعالى: {وَاسْتَمِعْ يَوْمَ يُنَادِ الْمُنَادِ مِنْ مَكَانٍ قَرِيبٍ * يَوْمَ يَسْمَعُونَ الصَّيْحَةَ بِالْحَقِّ ذَلِكَ يَوْمُ الْخُرُوجِ} [ق:٤١ - ٤٢] يوم الخروج من القبور، فتأمل -يا أخي- الوقوف في ذلك اليوم، وأنت منفرد عريان خائف، وقد أُدنيت الشمس من رءوس الخلائق، ولا ظل لأحد إلا ظل عرش الرحمن لأوليائه وعباده الصالحين.

ثم ازدحمت الخلائق وتدافعت وتضايقت، واختلفت الأقدام، ومالت الأعناق، وتقطعت من شدة العطش والخوف، وحشرت الوحوش منكسةً رءوسها لهول يوم القيامة.