[حكم الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر]
السؤال
نريد أن نكون متعاونيين على البر والتقوى بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر فما حكم ذلك؟
الجواب
هذا صحيح الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر واجب، وقد عده بعض العلماء الركن السادس من أركان الإسلام، فالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر حثت عليه نصوص الكتاب والسنة، فالله عز وجل يقول: {كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ} [آل عمران:١١] بماذا؟ بأكل المفطح؟ أم رصيد البنوك والكادلك والمزيل وما أدراك؟!! لا.
أو بسكن القصور؟ لا.
لماذا؟ {كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ} [آل عمران:١١٠] إذا أتينا بهذه الشروط الثلاثة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والإيمان بالله؛ كنا خير أمة أخرجت للناس، أما إذا ضيعنا هذا فقد ضيعته أمة قبلنا ولعنهم الله على لسان أنبيائهم كما قال جل وعلا: {لُعِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ بَنِي إِسْرائيلَ عَلَى لِسَانِ دَاوُدَ وَعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ ذَلِكَ بِمَا عَصَوْا وَكَانُوا يَعْتَدُونَ} [المائدة:٧٨] لماذا؟ {كَانُوا لا يَتَنَاهَوْنَ عَنْ مُنْكَرٍ فَعَلُوهُ} [المائدة:٧٩] فلذلك لعنهم الله عز وجل، وقد ورد في الحديث أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: {كلا.
والذي نفسي بيده، لتأمرن بالمعروف، ولتنهون عن المنكر، ولتأخذن على يد السفيه، ولتأطرنه على الحق أطراً، أو ليضربن الله قلوب بعضكم ببعض ويلعنكم كما لعنهم} أو كما قال صلى الله عليه وسلم.
والرسول صلى الله عليه وسلم رسم لنا الطريق الذي نسير عليه في تغيير المنكر، فقال صلى الله عليه وسلم: {من رأى منكم منكراً فليغيره بيده، فإن لم يستطع فبلسانه، فإن لم يستطع فبقلبه، وذلك أضعف الإيمان} -نسأل الله العفو والعافية- فينبغي لنا أن نتعاون على البر والتقوى والأمر بالمعروف ونتناهى عن المنكر.
حباً لأخيك، مره بالمعروف وانهه عن المنكر حتى تنقذه من عذاب الله بإذن الله يوم القيامة، الرسول صلى الله عليه وسلم يقول لـ علي رضي الله عنه ويقسم: {فوالله لئن يهدي الله بك رجلاً واحداً خير لك من حمر النعم}.
فعليك بالدعوة إلى الله عز وجل برفق ولين بدون مداهنة، المداهنة ما هي؟ التي يفعلها البعض من الناس الآن؟ يقول بعض الناس: أنا أريد أن أكون داعية آتي إلى العصاة وألعب معهم ورقة، وأسمع عودهم وأشم الشيشت الذي معهم، هل هذا داعية يا إخواني؟ لا.
هذا منحط نسأل الله العافية.
الداعية هو الذي يبغض هذه الأشياء، نعم.
تأمرهم بالمعروف وتنهاهم عن المنكر، تبين لهم أن هذا حرام، وهذا حلال، وهذا لا ينبغي والسلام عليكم، إن قبلوا فالحمد لله، وإلا فقل: سلام عليكم لا نبتغي الجاهلين، أما كونك تجلس معهم تسمع الأغاني، حتى إن بعض الذين يقولون بهذا بدءوا الآن يشربون الدخان:
عن المرء لا تسأل وسل عن قرينه فكل قرين بالمقارن يقتدي
الرسول صلى الله عليه وسلم ضرب لنا مثلاً: {مثل الجليس الصالح وجليس السوء كحامل المسك ونافخ الكير} فكيف بك يا أخي؟ هل أنت أعلم من الرسول صلى الله عليه وسلم؟!
لا.
لست أعلم، لكن عليك أن تأمر بالمعروف وتنهى عن المنكر على بصيرة، كما قال الله عز وجل عن نبيه صلى الله عليه وسلم: {قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللَّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَا وَمَنِ اتَّبَعَنِي وَسُبْحَانَ اللَّهِ وَمَا أَنَا مِنَ الْمُشْرِكِينَ} [يوسف:١٠٨] على بصيرة، على علم ونور، أما كونك تجلس مع الذين يغنون، وأهل التمثيليات والأفلام، ومع أهل البلوت والكنكان، وتقول: أدعوهم إلى الله! فهذه دعوة ليست صحيحة، هذه مداهنة والعياذ بالله.
واسمع ماذا حل ببني إسرائيل: كان الرجل يأتي ويقول لأخيه: اتق الله لا تفعل كذا وكذا، اتق الله، ثم لا يمنعه من الغد أن يكون جليسه وأكيله وشريبه، فلما رأى الله ذلك منهم ضرب قلوب بعضهم ببعض، ولعنهم كما سمعتم في الآية.
فينبغي لنا أن نكون على علم وبصيرة يا أخي، لا نفتح الباب للشيطان، فالشيطان له أبواب، وهو سياسي، إذا عجز عنك عن طريق المعصية، جاءك من طريق الطاعة، تركك توسوس وتسرف حتى تهلك والعياذ بالله، فاحذر! اعبد الله على نور وعلى بصيرة وعلى هدى، لماذا سمى الله عز وجل النصارى ضالين؟ لأنهم يعبدون الله على جهل وضلالة، نعم.
كن على نور وعلى هدى وعلى برهان من الله عز وجل {ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ} [النحل:١٢٥] إن قبلوا وإلا قل السلام عليكم، سلام عليكم لا نبتغي الجاهلين، وتوكل على الله لا تجلس معهم يا أخي.