[من طاعة النبي اجتناب المحرمات والمعاصي]
أجَل يا عباد الله! أجَل يا أمة الإسلام! كم نسمع من التحذير من ارتكاب جريمة الربا، وأنها محاربة لله ولرسوله؟!
كم نسمع من جريمة الزنا وأنها تجر الويلات والدمار، وأنها تخرب البلاد العامرات؟!
كم نسمع من جريمة اللواط، وأنها عارٌ مستطير، قد حلَّت بأمم عيَّرهم الله في القرآن, وأنزل بهم عقوبة لم يعاقب بها مثلهم أمة من الأمم؟!
كم نسمع من الغش، والخداع والحلف الكاذبة، التي عمَّت المسلمين إلا من شاء الله؟!
كم نرى ونسمع من الذين يحلقون لحاهم، ويعتذرون بأعذار واهية ليس لهم بها حُجة ولا مخرج من كتاب الله ولا من سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم، إن حلق اللحية حرام يا عباد الله! إن حلق اللحية حرام شاءوا أم أبوا.
إخوتي في الله: ويقترن مع حلق اللحية أمر عظيم وجريمة كبيرة تفشت بين الناس ولم يعتبروها جريمة، إلا من جعل الله في قلبه إيماناً، أتدرون ما هي يا عباد الله؟! هي الإسبال، جر الثياب والمشالح والسراويل من الرجال، واسمعوا يا عباد الله النهي الشديد من رسول الله صلى الله عليه وسلم عن ذلك، اسمع يا من تخشى أن تموت وأنت على تلك الحال، فتب إلى الله عزَّ وجلَّ ولن يقع عليك هذا الوعيد الأكيد وهو قول رسول الله صلى الله عليه وسلم: {لا ينظر الله يوم القيامة إلى من جر إزاره بطراً} حديث متفق عليه.
ويقول رسول الله صلى الله عليه وسلم أيضاًَ: {ثلاثة لا يكلمهم الله يوم القيامة، ولا ينظر إليهم، ولا يزكيهم، ولهم عذاب أليم} ثم يكرر صلى الله عليه وسلم ويقول: {ثلاثة لا يكلمهم الله يوم القيامة، ولا ينظر إليهم، ولا يزكيهم، ولهم عذاب أليم} ثم يكرر الثالثة صلى الله عليه وسلم ويقول: {ثلاثة لا يكلمهم الله يوم القيامة، ولا ينظر إليهم، ولا يزكيهم، ولهم عذاب أليم قال أبو ذر: خابوا وخسروا! من هم يا رسول الله؟! قال: المُسْبِل، والمنَّان، والمنفق سلعتَه بالحلف الكاذب} رواه: مسلم.
يا عبد الله: اسمع -أيضاً- من رسول الهدى صلى الله عليه وسلم، حيث قال: {أزرة المسلم إلى نصف الساق، ولا جناح فيما بينه وبين الكعبين، فما كان أسفل من الكعبين فهو في النار، ومن جر إزاره بطراً لم ينظر الله إليه} حديث صحيح رواه أبو داود.
وعن ابن عمر رضي الله عنهما قال: مررتُ على رسول الله صلى الله عليه وسلم وفي إزاري استرخاء، فقال: {يا عبد الله، ارفع إزارك فرفعتُه، ثم قال: زد فزدتُ، فما زلتُ أتحراها بعدُ، فقال بعض القوم: إلى أين؟ فقال: إلى أنصاف الساقين} رواه: مسلم.
عبد الله! هل بعد هذا البلاغ من رسول الله صلى الله عليه وسلم عذر للمعاندين الذين اعتادوا أن يسحبوا الثياب؟ هل لهم عذر إذا وقفوا بين يدي الله عزَّ وجلَّ؟ لا.
إن البعض من المعاندين يقولون: لم نجره خيلاء ولكن زينة، فنقول لهم: ليست الزينة ولا الجمال فيما حرم الله ورسوله، مثل الذين إذا قيل لهم اتركوا اللحية، قالوا: (النظافة من الإيمان) والله إنها لمقالة شنعاء، كذبوا بها على الله ورسوله {كَبُرَتْ كَلِمَةً تَخْرُجُ مِنْ أَفْوَاهِهِمْ} [الكهف:٥] يقولون: (النظافة من الإيمان) مع الأسف أصبح تغيير سنة الرسول صلى الله عليه وسلم من الإيمان؟ بل أنت ناقص الإيمان عندما غيرت سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم.
البعض من الناس إذا قيل له: لا تجر الثوب، قال: أنا لا أجره خيلاء ولا بطراً؛ ولكن أجره زينة، فنقول له قول الرسول صلى الله عليه وسلم: {ما أسفل من الكعبين من الإزار ففي النار} حديث صحيح رواه البخاري.
واسمعوا يا عباد الله! قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: {من جر ثوبة خيلاء لم ينظر الله إليه يوم القيامة فقالت أم سلمة رضي الله عنها: فكيف تصنع النساء بذيولهن، قال: يرخين شبراً قالت: إذاً: تنكشف أقدامهن، قال: فيرخينه ذراعاً ولا يزدن} رواه أبو داود والترمذي وقال: حديث حسن صحيح.
عباد الله: لقد عَظُمَت المصيبة، وكلنا نرى في هذا الزمان الذي انعكس الأمر فيه وانتكس، فالمرأة هي التي قصرت ثيابها، وكشفت عن مفاتنها، والرجل حل محلها، فأسبل الثياب، وستر القدمين، فلا يظهر منه إلا الوجه، وأطراف القدمين، فما نقول إلا لا حول ولا قوة إلا بالله، وإنا لله وإنا إليه راجعون.