[الحكمة من إيراد أخبار قوم لوط]
أيها المسلمون! إن البعض من المسلمين فتن بهذه الجريمة وهي جريمة اللواط، سواءً من الكبار أو الصغار، الجريمة التي تشمئز لها النفوس، وتضيق بها الأرض ذرعاً، وتأج السماء من فعلها.
عباد الله! أيها المسلمون! أتدرون لماذا ذكر الله أخبارهم في كتابه العظيم، وعلى لسان نبيه محمد صلى الله عليه وسلم؟ إنه والله لنعتبر بما أصابهم ونحذر كل الحذر مما كانوا عليه من سوء الحال وقبح الفعال، والله يقول وهو أصدق القائلين: {وَمَا هِيَ مِنَ الظَّالِمِينَ بِبَعِيدٍ} [هود:٨٣] فسبحان الله يا عباد الله!
كيف يقع ذكر على ذكر وهو يعلم أن الله حرم ذلك؟! وهو يعلم أن الله يراه ولم يغب عن بصره طرفة عين! ويعلم ما في ذلك من مخالفة العقل والدين! وما فيه من خطر ومرض وشر مستطير، وخزي وعار!! هذا في الحقيقة فعل تترفع عنه طباع الكلاب والبغال والحمير والقردة والخنازير، وما ظهر اللواط في أمة إلا ذلت، وأخزيت وسلب عزها.
وإذا أراد الله جل وعلا إهلاك قرية فسق فيها المترفون, فاستحقت الخراب والدمار، فانتبهوا أيها المسلمون! وتناصحوا، واحفظوا أولادكم، واعلموا أنكم مسئولون عن أولادكم أمام الله يوم لا ينفع مالٌ ولا بنون.
أيها المسلمون! صلوا على الناصح الأمين رسول الهدى محمد صلى الله عليه وسلم، حيث يقول الله عز وجل: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيماً} [الأحزاب:٥٦] ويقول صلى الله عليه وسلم: {من صلى علي صلاة صلى الله عليه بها عشراً} اللهم صلِّ وسلم على عبدك ورسولك محمد، وارضِ اللهم عن خلفائه الراشدين أبي بكر وعمر وعثمان وعلي , وعن سائر أصحاب رسولك أجمعين, وعن التابعين لهم بإحسانٍ إلى يوم الدين وعنا معهم بعفوك وكرمك وإحسانك يا رب العالمين.
اللهم أعز الإسلام والمسلمين، اللهم ردنا إليك رداً جميلاً، اللهم ردنا إلى القرآن والسنة يا رب العالمين، اللهم ردنا لنأخذ بسيرة سلفنا الصالح يا رب العالمين، اللهم وفقنا للاقتداء بنبينا محمد صلى الله عليه وسلم، اللهم أيقظنا من رقداتنا، الله اشفِ مرض قلوبنا، اللهم أصلحنا وأصلح ولاة أمورنا، وأصلح ولاة أمور المسلمين أجمعين في مشارق الأرض ومغاربها.
اللهم إنا نعوذ بك من زوال نعمتك، ومن تحول عافيتك، ومن فجاءة نقمتك، ونعوذ بك اللهم من جميع سخطك، اللهم إنا نعوذ بك من جهد البلاء ودرك الشقاء، وسوء القضاء، وشماتة الأعداء.
اللهم احفظنا بالإسلام قائمين، واحفظنا بالإسلام راقدين، اللهم لا تشمت بنا ولا تطمع بنا الأعداء ولا الحاسدين، اللهم اجمعنا جميعاً في جنات النعيم، واغفر لنا ولوالدينا ولوالد والدينا، ولجميع المسلمين والمسلمات، والمؤمنين والمؤمنات الأحياء منهم والأموات يا رب العالمين.