أختي في الله! يا أمة الله! إن السفور والتبرج الذي ابتليت به الأمة في هذه الآونة الأخيرة، بعد أن دخلت علينا الموضات والأزياء والعباءات المختلفة في أشكالها، عباءة توضع على الكتف فيها تشبه بالرجال والعياذ بالله، وعباءة قد ضمت مع خصرها حتى تبين حجم المرأة، وعباءة مزركشة ومزخرفة كل هذا لأجل أن تفتن الرجال، فإنا لله وإنا إليه راجعون! اللهم لا تجعل مصيبتنا في ديننا.
أيتها المرأة المسلمة! احذري أن تكوني من هذا الصنف الذي أخبر عنه صلى الله عليه وسلم حيث قال:{صنفان من أهل النار لم أرهما بعد، قومٌ معهم سياط كأذناب البقر يضربون بها الناس، ونساء كاسيات عاريات مائلاتٌ مميلات رءوسهن كأسنمة البخت المائلة لا يدخلن الجنة ولا يجدن ريحها، وإن ريحها ليوجد من مسيرة كذا وكذا} أسمعت يا أمة الله؟ إذا لم تدخلي الجنة فأين المصير؟ إنها النار التي سمعت وصفها في قوله تعالى:{نَاراً وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ}[التحريم:٦].
يا أمة الله! هل لك صبر على الوقوف في الشمس ولو بضع دقائق؟ هل لك صبرٌ على أن تضعي إصبعك على مصباح الكهرباء، ولو بضع دقائق؟ فكيف بتلك النار التي قال عنها الرسول الله صلى الله عليه وسلم:{إنها فضلت على ناركم هذه بتسعة وستين جزئا كلهن مثل حرها} هل لك صبرٌ وجلد على تلك النار التي قال عنها رسول الله صلى الله عليه وسلم: {يؤتى بجهنم تقاد بسبعين ألف زمام، مع كل زمامٍ سبعون ألف ملك يجرونها}.
وقد سمعت ذلك الحديث الذي أخبر به صلى الله عليه وسلم؛ وهذا الحديث عظيم، ومعجزة من معجزات رسول الله صلى الله عليه وسلم، فمعنى هذا الحديث نشاهده الآن في أسواق المسلمين، وفي بعض مجتمعاتهم، فإذا لبست المرأة ثوباً رقيقاً أو ضيقاً أو قصيراً أو ثوباً متعلقاً بالكتفين وهو الذي يسمى بالعاري أو ثوباً شق من اليمين والشمال حتى خرجت منه الساقان، أو ثوبٌ شق من الأمام أو الخلف، فهي فيه شبه عارية؛ فإن كان رقيقاً شفافاً فهو يصف ما تحته من العورة، وإن كان ضيقاً فهو يبين حجم المرأة، وإن كان قصيراً فلا تسأل عن فضاعة ذلك، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.
ثم إن بعض النساء في هذا الزمن تجمع شعر رأسها وتربطه في مؤخرة رأسها، فيكون في النظر لها رأسان، ثم نفكر -أخواتي في الله- من أين أتانا اسم الكعكع؟ وغيره من القصات الافرنجية؟ إلا من الكوفيرا، والكوفيرا من أين أتتنا وفيها التشبه باليهود والنصارى؟! فحسبنا الله ونعم الوكيل.
اللهم إنا نسألك العافية والمعافاة الدائمة في الدين والدنيا والآخرة.
الله أكبر! من نظر إلى حال كثيرٍ من نساء المسلمين ضاقت به الأرض ذرعاً؛ لتسابقهن وجريهن وراء التقليد الأعمى، فإنا لله وإنا إليه راجعون!