[التحذير من مجالسة أهل المنكرات]
عباد الله: الحذر الحذر من مجالسة أهل المنكرات, فإن العقوبة واللعنة تعمّ من جالسهم ورضي بأفعالهم, وأقرهم عليها, ومصداق ذلك ما رواه إمام أهل السنة في مسنده وما روي في السنن من حديث عمرو بن مرة عن سالم بن أبي جعد عن أبي عبيدة عن ابن مسعود رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: {إن من كان قبلكم كان إذا عمل فيهم العامل الخطيئة جاءه الناهي تعذيراً, فإذا كان الغد جالسه وآكله وشاربه, كأنه لم يره على خطيئة بالأمس فلما رأى سبحانه وتعالى ذلك منهم ضرب بقلوب بعضهم على بعض, ثم لعنهم على لسان أنبيائهم: {دَاوُودَ وَعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ ذَلِكَ بِمَا عَصَوْا وَكَانُوا يَعْتَدُونَ} [المائدة:٧٨]} وكان متكئاً صلى الله عليه وسلم فجلس وقال: {والذي نفس محمد بيده لتأمرنّ بالمعروف ولتنهونّ عن المنكر، ولتأخذن على يد السفيه، ولتأطرنه على الحق أطراً؛ أو ليضربن الله بقلوب بعضكم على بعض, ثم يلعنكم كما لعنهم}.
ذكر ابن أبي الدنيا عن إبراهيم بن عمر الصنعاني: أن الله أوحى إلى يوشع بن نون عليه السلام: أني مهلك من قومك أربعين ألفاً من خيارهم, وستين ألفاً من شرارهم، قال: يا رب! هؤلاء الأشرار, فما بال الأخيار؟! قال: إنهم لم يغضبوا لغضبي, وكانوا يواكلونهم ويشاربونهم.
فيا عباد الله -يا أمة الإسلام- لننتهي عن المداهنة, لنأمر بالمعروف وننهى عن المنكر, ونرجع إلى الله عز وجل ونتوب؛ فإنه يقبل التائب إذا ناب ورجع, وعلينا بإصلاح أنفسنا وأهلينا حتى يصلح المجتمع وتحصل الخيرات وتحل البركات من فاطر الأرض والسماوات.
إخواني المسلمين: إن الأهل والأولاد تحت مسئوليتنا فعلينا أن نأمرهم بالمعروف وننهاهم عن المنكر, ونرشدهم إلى طاعة الله عز وجل, فإنهم أمانة في الأعناق, وسنسأل عن هذه الأمانة أمام الله عز وجل في يوم لا تنفع فيه أعذار.
وصلوا على من أدى الرسالة, وبلغ الأمانة محمد صلى الله عليه وسلم حيث أمركم الله أن تصلوا عليه بقوله: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيماً} [الأحزاب:٥٦] اللهم صلّ وسلم على عبدك ورسولك محمد, وارضَ اللهم عن خلفائه الراشدين: أبي بكر وعمر وعثمان وعلي , وعن سائر أصحابه أجمعين وعن التابعين لهم بإحسانٍ إلى يوم الدين وعنا معهم بعفوك وكرمك وإحسانك وإن كنا مقصرين يا رب العالمين.
اللهم أعز الإسلام والمسلمين، وأذل الشرك والمشركين، ودمّر أعداء الدين، وانصر عبادك الموحدين واجعل هذا البلد آمناً مطمئناً وسائر بلاد المسلمين عامة يا رب العالمين.
اللهم أصلح أئمتنا وولاة أمورنا، وأصلح أئمة وولاة أمور المسلمين في مشارق الأرض ومغاربها, اللهم أصلح أولادنا ونساءنا واجعلنا وإياهم هداة مهتدين، اللهم أصلح شباب الإسلام والمسلمين، اللهم انصر بهم دينك، اللهم اجعلهم حرباً لأعدائك سلماً لأوليائك، اللهم أقر بهم أعين الآباء يا رب العالمين.
{رَبَّنَا ظَلَمْنَا أَنفُسَنَا وَإِنْ لَمْ تَغْفِرْ لَنَا وَتَرْحَمْنَا لَنَكُونَنَّ مِنْ الْخَاسِرِينَ} [الأعراف:٢٣] اللهم أنت الله لا إله إلا أنت, أنت الغني ونحن الفقراء, أنزل علينا الغيث ولا تجعلنا من القانطين, اللهم أنزل علينا الغيث ولا تجعلنا من القانطين, ربنا أنت غني عنا وعن أعمالنا؛ فلا تأخذنا بسوء أعمالنا ولا بما فعل السفهاء منا يا رب العالمين، {رَبَّنَا ظَلَمْنَا أَنفُسَنَا وَإِنْ لَمْ تَغْفِرْ لَنَا وَتَرْحَمْنَا لَنَكُونَنَّ مِنْ الْخَاسِرِينَ} [الأعراف:٢٣].
اللهم أغثنا، اللهم اسقنا غيثاً مغيثاً هنيئاً مريئاً سحاً غدقاً نافعاً غير ضار, عاجلاً غير آجل, اللهم سقيا رحمة لا سقيا عذاب ولا هدم ولا بلاء ولا غرق.
اللهم ارحم عبادك, اللهم إنا خلق من خلقك, فلا تمنع عنا بذنوبنا فضلك، اللهم أغثنا يا رب العالمين, يا من خزائنه ملأى, يا أكرم الأكرمين، ويا أجود الأجودين, اللهم سقيا رحمة لا سقيا عذاب ولا هدم ولا بلاء ولا غرق.
اللهم أحي بلدك الميت، اللهم انشر رحمتك على العباد, يا من له الدنيا والآخرة وإليه المعاد.
عباد الله: {إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ * وَأَوْفُوا بِعَهْدِ اللَّهِ إِذَا عَاهَدْتُمْ وَلا تَنْقُضُوا الْأَيْمَانَ بَعْدَ تَوْكِيدِهَا} [النحل:٩٠ - ٩١] واذكروا الله العظيم الجليل يذكركم, واشكروه على وافر نعمه يزدكم, ولذكر الله أكبر، والله يعلم ما تصنعون.