للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[الأفلام الخليعة]

ثامناً: من أسباب انحراف بعض المجتمعات: وجود الأفلام الخليعة في البيوت، الله أكبر وقد صح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: {لا يأتي زمان إلا والذي بعده أشر منه حتى تلقوا ربكم} يرويه عبد الله بن مسعود رضي الله عنه ثم يقول سمعت ذلك من رسول الله صلى الله عليه وسلم.

فلما جاء الفيديو ورأينا ما فيه من البلاء -أيضاً- ننتظر إلى ما هو أدهى وأمر، وهو البث المباشر الذي نسأل الله العظيم رب العرش العظيم ألا يتمم لهم ذلك، وأن يجعل كيدهم في نحورهم إنه على كل شيء قدير.

اللهم يا علي! يا عظيم! يا حليم! يا عليم! يا حي يا قيوم! يا ذا الجلال والإكرام! اللهم أجعل بثهم المباشر في نحورهم، اللهم دمره تدميرا، اللهم دمره تدميراً، اللهم لا تتم لهم ذلك يا رب العالمين، إنك حسبنا ونعم الوكيل، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.

أيها الإخوة في الله إن وجود الأفلام الخليعة في البيوت، مصيبة عظمى، ولقد سمعتم أيها الإخوة في الله بالقصة التي ذكرها بعض الثقات في بعض الأشرطة أن رجلاً كان من الأثرياء، وكان إذا أراد أن يجامع زوجته أشغل آلة التصوير -تصوير الفيديو- حتى يصور حالته وحالة زوجته وهو يجامعها، وفي يومٍ من الأيام كانت جارتها في البيت أو القريبة منها قد استعارت منها شريطاً وطلبت منها هذه الجارة الشريط، وبسرعةٍ أخذت ذلك الشريط الذي كان فيه الشر والعار والشنار، والشر المستطير الذي كان فيه المرأة هي وزوجها يجتمعون، ولا شك أن المرأة وزوجها في حلال؛ ولكن كيف يستره الله ويفضح نفسه بين العالمين، أتدرون ماذا حصل من هذا الشريط لمّا ناولته جارتها بسرعة؟ إذا بذلك الشريط ليس بالشريط الذي أعارته إياها، إنه الشريط الذي تجتمع فيه هي وزوجها، ولما شغلت الشريط بين زوجها وإذا فيه لا حول ولا قوة إلا بالله، قال: هذا أبو فلان، قالت: هذا أبو فلان، تقول الزوجة: هذا أبو فلان، يقول الزوج: هذا أبو فلان، تقول: هذا أبو فلان، وهذه زوجته، فما الذي حصل بعد ذلك؟

هذا الرجل الذي كان يعمل هو وزوجته وتسبب في تسجيل هذا الشريط اطلع على هذه الفضيحة التي علم بها من علم، فآل به الأمر أن يؤدي بنفسه إلى الانتحار -والعياذ بالله- فقتل نفسه.

إيه نعم.

هذه هي أسباب الأفلام الخليعة، وهذه من جرائها، وهذا من تعاليمها التي دخلت على البيوت.

يا أخي! حتى لا تخجل كيف تعمل هذا، أو كيف تشغل هذه الآلة الخبيثة بين الأطفال، لا حول ولا قوة إلا بالله، أما علمت أنك مسئول أمام الله يوم القيامة عن هذه المرأة، يقول صلى الله عليه وسلم: {كلكم راع وكلكم مسئول عن رعيته}

نعم.

هذه المرأة إذا خرج الزوج واطّلعت على هذه الأفلام الخبيثة واشتعلت عندها نار الشهوة، ماذا تعمل؟

إنها سوف تبحث في الأرض؛ لتسعى في الأرض فساداً -والعياذ بالله- والسبب الزوج الذي أتى بهذه الأفلام الخليعة في بيته، فنسأل الله عز وجل أن يهدي ضال المسلمين إنه على كل شيء قدير.

الفيديو وما أدراك ما الفيديو! لقد أتانا بشر مستطير، فلا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.

أيها الإخوة في الله: إن الله سبحانه وتعالى قص علينا في القرآن ما حصل في الأمم من قبلنا، لما عتوا وعصوا الله عز وجل، فهذا أبونا آدم عليه السلام أُخرج من الجنة بذنب هو وزوجته حواء، نهاهم الله عن الشجرة فأكلا منها فأهبطهما الله إلى الأرض بسبب هذه المعصية.

نعم.

وهذا إبليس لما تكبر؛ طرده الله من ملكوت السماوات والأرض، فبعد أن كان من المقربين صار طريداً شريداً ملعوناً قواداً لكل شرٍ -والعياذ بالله- وفي آخر المطاف يجتمع في جهنم هو ومن دعاهم فاستجابوا لدعوته، نسأل الله أن يعيذنا من الشيطان الرجيم إنه على كل شيء قدير.

وذكر لنا رب العزة والجلال قوم نوح لما انحرفوا وابتعدوا عن الطريق المستقيم، وأبوا أن يجيبوا نوحاً عليه السلام، أبوا أن يجيبوا دعوته عليه السلام، وقد مكث فيهم ألف سنة إلا خمسين عاماً يدعوهم إلى الله عز وجل، ولم يستجيبوا لدعوته، فعند ذلك أغرقهم الله سبحانه وتعالى؛ حتى علا الماء رءوس الجبال وأغرقهم الله سبحانه وتعالى، ولم ينجِّ إلا نوحاً ومن آمن مع نوح.

أتدرون ما سبب انحراف قوم نوح؟

ذكر البخاري رحمه الله: أنهم كان عندهم أناس صالحون فأخذوا لهم صوراً وقالوا: نتذكرهم وإذا رأينا هذه الصور نتذكر عبادتهم ونتقوى على العبادة، ومات الذين أخذوا هذه الصور وأتاهم الشيطان وهذه الصور موجودة قال لمن بعدهم إن أولئك لم يصوروا هذه الصور إلا أنهم إذا أصابتهم مصيبة أو قحطٌ أو غير ذلك لجئوا إلى هذه الصور واستغاثوا بها فعند ذلك دخل الشرك إلى قوم نوح عن طريق الصور والتماثيل.

والآن يوجد في البيت صور محنطة لطيور ولحيوانات ولغيرها، وصور -أيضاً- مكبرة فلأي شيء هذه الصور يا إخواني في الله؟ أتدرون أنها تطرد الملائكة؟ وإذا طردت الملائكة حلت بعدها الشياطين والعياذ بالله، ولذلك يقول الرسول صلى الله عليه وسلم: {لعنة الله على المصورين} ويقول أيضاً صلى الله عليه وسلم: {أشد الناس عذاباً يوم القيامة المصورون} فتيقظ -يا أخي- من رقدتك! وتب إلى الله عز وجل، وأخرج هذه الصور من بيتك، وتب إلى الله، فباب التوبة مفتوح، فبادر قبل أن يأتيك هادم اللذات، عند ذلك لا تستطيع التوبة، ولا تستطيع الرجوع ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.

أيضاً ذكر الله سبحانه وتعالى لنا في القرآن قصة ثمود، وأن الله سبحانه وتعالى أرسل عليهم الصيحة حتى قطعت قلوبهم في أجوافهم وماتوا عن آخرهم؛ لأنهم عصوا الله وعصوا رسوله صلى الله عليه وسلم.

وأيضاً ذكر الله سبحانه وتعالى لنا في القرآن أمة من الأمم انحرفت انحرافاً لم تنحرف قبلها أممٌ بمثل هذا الانحراف ألا وهم قوم لوط، نسأل الله العفو والعافية، كانوا يأتون الذكران من العالمين، الذكور يركب بعضهم بعضاً، اللواط الذي قال فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم: {من وجدتموه يعمل عمل قوم لوط فاقتلوا الفاعل والمفعول به} نسأل الله العفو والعافية.

أتدرون ما هي العقوبة التي أرسلها الله على هؤلاء القوم الذين أرسل الله إليهم لوطاً عليه السلام فلم يستجيبوا لدعوته؛ بل قابلوها بالامتناع وقابلوها بالاعتراض حتى أنهم أرادوا أن يؤذوا الملائكة؟ لكن الله سبحانه وتعالى منع ذلك عنهم وخرج عليهم جبريل عليه السلام، وضربهم بجناحه حتى اختلطت الأبصار بوجوههم، نسأل الله العفو والعافية، والمهم أن الله سبحانه وتعالى أمر جبريل عليه السلام -وجبريل له ستمائة جناح- أن يقتلع ديارهم ويرفعها حتى سمع الملائكة صياح الديكة ونباح الكلاب، ثم قلبها عليهم -والعياذ بالله- لماذا؟ لأنهم كانوا يأتون الذكران من العالمين، فتنوا بأدبار الرجال، فتنوا بمحل الحش نسأل الله العفو والعافية.

اللهم إنا نسألك العفو والعافية في الدنيا والآخرة.

يقول ابن عباس رضي الله عنه: [[اللوطي إذا مات من غير توبة مسخ في قبره خنزيراً]] والعياذ بالله، فهذه عقوبة ما أشدها!

لما قلب عليهم ديارهم أرسل عليهم حجارةً من سجيل، وأصبحت ديارهم بحيرة منتنة لا يستفاد منها، فهذه عقوبتهم أيها الإخوة في الله، ثم قال الله تعالى: {وَمَا هِيَ مِنْ الظَّالِمِينَ بِبَعِيدٍ} [هود:٨٣] يعني الذين يعملون عمل قوم لوط نسأل الله العفو والعافية، علينا أيها الإخوة في الله أن ندعو إلى الله عز وجل، وأن نبين مضار هذه الجرائم، وندعو إلى الله عز وجل، ونأمر بالمعروف وننهى عن المنكر، وكذلك نحافظ على الأولاد والأبناء، ونسألهم أين ذهبت؟ من ترافق؟ من تخالل؟ من تصاحب؟

نعم.

فإن قرناء السوء كثير، أيها الإخوة في الله، فكم أغروا من شاب كان طيباً وملتزماً وكان ذا عقلٍ، ولكن -نسأل الله العفو والعافية- بمجرد ما صحب أولئك الأشرار صار سكيراً شريراً عربيداً -والعياذ بالله- ومن أراد أن يصدق هذا فليزر تلك المحلات الآن التي هم فيها، نسأل الله العفو والعافية، كل هذا بسبب إهمال الآباء، فالآباء أكثرهم مهملٌ لأولاده لا يسأل عنهم أين ذهبوا وأين أتوا؟

وتجد بعض الناس يتصل به رجال الشرطة أين ابنك؟

يقول: والله لا أدري، له ثلاثة أيام أو أربعة أيام لا أدري والله أين ذهب.

كيف لا تدري عن ولدك؟

أما علمت أنك مسئول عنه يوم القيامة؟

سوف يقف بين يدي الله يخاصمك، فتقول: أتيت بالطعام والشراب والملابس وأمّنتُ له المسكن، فيقول: نعم، ولكن رآني على المنكر ولم ينهني ولم يأمرني بالمعروف، فأنت مسئول عن هذا الابن.

نعم أيها الإخوة في الله فالله سبحانه وتعالى أخبرنا بما أنزل على الأمم التي سلفت من العقوبات.