[الأعمال التي تدخل العبد الجنة]
إخواني في الله: إن الجنة دار الأبرار، دار من أطاع الله وأطاع رسوله صلى الله عليه وسلم، فالبدار البدار! ما دمتم في زمن الإمكان، ولله الحمد مهرها يسير، وثمنها يسير ما دمتم في زمن الإمكان: توحيد الله عز وجل، وتخليص التوحيد من شوائب الشرك والبدع والمحدثات، نسأل الله أن يجعلنا وإياكم ممن يحافظ على عقيدة التوحيد.
اللهم اجعلنا من المحافظين على عقيدة التوحيد؛ لأننا يا إخواني في هذه الأزمنة كثير من يدعو إلى الإخلال بعقيدة التوحيد، حسبنا الله ونعم الوكيل! أهل الشعوذة، والكهانة، والعرافين والسحرة كل أولئك يهدمون عقيدة التوحيد، نسأل الله أن يجعل كيدهم في نحورهم إنه على كل شيء قدير.
وقد حذرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم من أولئك وأخبر أن من أتاهم وسألهم لم تقبل له صلاة أربعين يوماً، ولا حول ولا قوة إلا بالله! اللهم لا تجعل مصيبتنا في ديينا.
وأخبر الرسول صلى الله عليه وسلم أن من أتاهم وسألهم عن شيءٍ فصدقهم فقد كفر بما أنزل على محمد صلى الله عليه وسلم.
فيا أمة محمد صلى الله عليه وسلم احذروا من أولئك الكهنة والعرافين والمنجمين والمشعوذين، الذين همهم دمار العقيدة نسأل الله أن يجعل كيدهم في نحورهم.
وأيضاً يا أمة محمد صلى الله عليه وسلم! إذا حققتم التوحيد فالله الله! في اتباع هدي محمدٍ صلى الله عليه وسلم الذي بشر أمته، فقال صلى الله عليه وسلم: {كل أمتي يدخلون الجنة إلا من أبى، قيل: ومن يأبى يا رسول الله؟! قال: من أطاعني دخل الجنة، ومن عصاني فقد أبى} وقد حذركم وقال: {إياكم ومحدثات الأمور فإن كل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة}.
ومن الأعمال التي توصل إلى الجنة: المحافظة على الصلاة، فمن حافظ عليها فليبشر بأعلى درجات الجنة، التي حث على طلبها رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم أن قال: {إذا سألتم الله فاسألوه الفردوس؛ فإنه أوسط الجنة وأعلى الجنة، وفوقه عرش الرحمن، ومنه تفجر أنهار الجنة}.
يقول ربنا جل وعلا: {وَالَّذِينَ هُمْ عَلَى صَلَوَاتِهِمْ يُحَافِظُونَ * أُولَئِكَ هُمُ الْوَارِثُونَ * الَّذِينَ يَرِثُونَ الْفِرْدَوْسَ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ} [المؤمنون:٩ - ١١] الله أكبر! الفردوس يا أمة محمد صلى الله عليه وسلم.
ومن الأعمال التي توصل إلى الجنة؛ أداء الزكاة، وكثرة النفقات والصدقات والصيام، والحج يا أمة محمد صلى الله عليه وسلم! من الأعمال التي تدخل الجنة، وبر الوالدين، وصلة الأرحام، والإحسان إلى الفقراء والمساكين.
واعرف وقتك -يا أخي في الله- فالوقت ثمين، عليك بقضاء هذا الوقت بما يقربك من الله جل وعلا ما دمت في زمن الإمكان، واعلم أنه والله! ثم والله! سوف يأتيك يومٌ من الأيام تنتقل من هذه الدار وتتمنى التزود من الأعمال وهيهات هيهات! يقول الصادق الأمين صلوات ربي وسلامه عليه: {إذا مات الإنسان انقطع عمله إلا من ثلاث} الله أكبر! بماذا يكون انقطاع العمل؟
بالموت يا أمة محمد صلى الله عليه وسلم! فالبدار البدار قبل أن يهجم هادم اللذات، قبل أن يهجم مفرق الجماعات، قبل أن يهجم ميتم الأطفال ومرمل النساء، الموت الموت يا أمة محمد صلى الله عليه وسلم! قال صلى الله عليه وسلم: {إذا مات الإنسان انقطع عمله إلا من ثلاث؛ صدقة جارية، أو علمٍ ينتفع به، أو ولد صالح يدعو له} اللهم أصلح أولادنا ونساءنا، اللهم أقر أعيننا بصلاحهم وهدايتهم واستقامتهم يا رب العالمين!