[أعظم شدة هي شدة الموت]
الحمد لله على إحسانه، والشكر له على توفيقه وامتنانه, وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له تعظيماً لشانه, وأشهد أن محمداً عبده ورسوله الداعي إلى رضوانه, اللهم صلِّ وسلم على عبدك ورسولك محمد وعلى آله وأصحابه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين, وسلم تسليماً كثيراً.
أما بعد:
فيا أيها الناس: اتقوا الله تعالى وأطيعوه.
عباد الله: قد سمعتم ما في القصة السابقة الذكر من الأمر العجيب لمن أطاع الله واتقاه.
أيها المسلمون: إن الشدائد أنواع متنوعة, وإن أعظم شدة يقع فيها الإنسان ما يكون من شدة الموت, عند فراق المألوف، واستقبال المخوف, فإذا كان العبد ممن تعرف إلى الله في حال صحته وحياته ونشاطه وأمنه واستقراره عرفه الله سبحانه في حال شدته وعند حضور ملك الموت، إذا نزع الروح من القصب والعصب واللحم؛ فإن الله يهون عليه الأمر ويحسن له الخاتمة, وينتقل من هذه الدنيا على أحسن حال, وأما إذا كان معرضاً عن الله لم يزده الرخاء إلا بطراً وبعداً عن الله تعالى, فحريٌ بأن يكله الله إلى نفسه, ويتخلى عنه حال شدائده فتحيط به السيئات والأوزار ويموت على أسوأ حال, نسأل الله العافية.
قال الله تعالى: {كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ وَإِنَّمَا تُوَفَّوْنَ أُجُورَكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَمَنْ زُحْزِحَ عَنِ النَّارِ وَأُدْخِلَ الْجَنَّةَ فَقَدْ فَازَ وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا مَتَاعُ الْغُرُورِ} [آل عمران:١٨٥] وهذا الناصح الأمين محمد بن عبد الله، رسول الهدى يقول صلى الله عليه وسلم: {أكثروا ذكر هادم اللذات} ,قال بعض العلماء: من أكثر ذكر الموت أكرم بثلاثة أشياء:
١ - تعجيل التوبة.
٢ - قناعة القلب.
٣ - النشاط في العبادة.
ومن نسي الموت عوقب بثلاثة أشياء:
١ - تسويف التوبة.
٢ - عدم الرضا بالكفاف.
والناصح يقول:
خذ القناعة من دنياك وارض بها لو لم يكن لك إلا راحة البدن
وانظر إلى من حوى الدنيا ليجمعها هل راح منها بغير الحنط والكفن
٣/ التكاسل في العبادة.
عباد الله: الاستعداد للموت هو ألا يفرغ القلب من ذكره, ويتذكر دائماً من أخذه الموت على غرة وبدون إنذار.