للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[الوقوف بين يدي الله]

الحمد لله الذي أمره بين الكاف والنون، وإذا أراد شيئاً فإنما يقول له: كن فيكون، يأمر إسرافيل بنفخ الصور {فَإِذَا هُمْ مِنَ الْأَجْدَاثِ إِلَى رَبِّهِمْ يَنْسِلُونَ} [يس:٥١].

لك الحمد يا الله! الذي لا إله إلا أنت تفعل ما تشاء وتحكم ما تريد، وأشكرك على نعمك، ونسألك اللهم من فضلك المجيد، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ولا ند ولا ظهير ولا معين، {أَلا لَهُ الْخَلْقُ وَالْأَمْرُ تَبَارَكَ اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ} [الأعراف:٥٤].

وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه أجمعين وسلم تسليماً كثيراً إلى يوم الدين.

أما بعد:

فيا عباد الله: اتقوا الله عز وجل، واعلموا أن أمامكم القيامة سوف نقف في ذلك اليوم الرهيب: {فِي يَوْمٍ كَانَ مِقْدَارُهُ أَلْفَ سَنَةٍ} [السجدة:٥] وإن يوماً عند ربك كألف سنة مما تعدون، سوف نقف حفاة عراة غرلاً، الذكر مع الأنثى في ساحة قد بدلت غير الساحة التي كنا نراها: {يَوْمَ تُبَدَّلُ الأَرْضُ غَيْرَ الأَرْضِ وَالسَّمَوَاتُ وَبَرَزُوا لِلَّهِ الْوَاحِدِ الْقَهَّارِ} [إبراهيم:٤٨] برزنا لِعَالِم الخفيات لا يخفى عليه منا شيء: {يَعْلَمُ خَائِنَةَ الأَعْيُنِ وَمَا تُخْفِي الصُّدُورُ} [غافر:١٩].