فيا أمة الله: ما عليك إلا أن تقومي بما أوجب الله عليك، ثم تفوزي بهذا الفوز العظيم الذي لا يماثله فوز ثم يقول الله جل وعلا، والخطاب ليس للرجال فقط بل للرجال والنساء:{مَنْ عَمِلَ صَالِحاً مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً}[النحل:٩٧] هذا في الحياة الدنيا حياة الإيمان والطاعة، حياة القرب من الله جل جلاله.
يقول الله جل جلاله في الحديث القدسي:{وما تقرب إليَّ عبدي بشيء أحب إليَّ مما افترضته عليه، ولا يزال عبدي يتقرب إلي بالنوافل حتى أحبه، فإذا أحببته كنت سمعه الذي يسمع به، وبصره الذي يبصر به، ويده التي يبطش بها، ورجله التي يمشي بها، ولئن سألني لأعطينَّه، ولئن استعاذني لأعيذنَّه}.
أختي في الله: ما أحسن أحوال من أطاع الله واتقاه في الدنيا! يقول الله جل وعلا: {وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجاً * وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لا يَحْتَسِبُ}[الطلاق:٢ - ٣] ويقول الله جل وعلا: {وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مِنْ أَمْرِهِ يُسْراً}[الطلاق:٤].
ومن اتقى الله أحبه الله، قال الله جل وعلا:{إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَّقِينَ}[التوبة:٤] ومن اتقى الله فإن الله يكون معه، ومن كان الله معه فوالله لن يغلب ولن يهزم ولن يضام {وَاعْلَمُو أَنَّ اللَّهَ مَعَ الْمُتَّقِينَ}[التوبة:١٢٣] أما في الآخرة فيقول الله جل جلاله: {وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ}[النحل:٩٧]