عباد الله! ثم تمضي السنون والأعوام والدهور والناس في قبورهم منهم المنعم ومنهم المعذب، حتى يأذن الله في خراب هذا العالم، فيأمر إسرافيل فينفخ في الصور، قال الله تعالى:{وَنُفِخَ فِي الصُّورِ فَصَعِقَ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَمَنْ فِي الْأَرْضِ إِلَّا مَنْ شَاءَ اللَّهُ}[الزمر:٦٨] هذه نفخة الصعق التي يموت بها الأحياء من أهل السماوات والأرض إلا من شاء الله، ثم يقبض الله أرواح الباقين، حتى يكون آخر من يموت ملك الموت، وينفرد الحي القيوم الباقي -لا إله إلا الله- المتصف بالديمومة والبقاء قال تعالى:{كُلُّ مَنْ عَلَيْهَا فَانٍ * وَيَبْقَى وَجْهُ رَبِّكَ ذُو الْجَلالِ وَالْأِكْرَامِ}[الرحمن:٢٦ - ٢٧] ثم يقول جل جلاله: لمن الملك اليوم؟ لمن الملك اليوم؟ لمن الملك اليوم؟ ثم يجيب نفسه بنفسه فيقول: لله الواحد القهار.
ثم يحيي أول من يحيي إسرافيل، ويأمره أن ينفخ في الصور أخرى وهي النفخة الثانية نفخة البعث، قال الله تعالى:{ثُمَّ نُفِخَ فِيهِ أُخْرَى فَإِذَا هُمْ قِيَامٌ يَنْظُرُونَ}[الزمر:٦٨] أي: أحياء بعد ما كانوا عظاماً ورفاتاً، صاروا ينظرون إلى أهوال يوم القيامة وما يكون فيه من الأمور العظيمة.