أختي في الله! ومما أمر الله به ورسوله صلى الله عليه وسلم الحجاب، يقول الرب جل وعلا:{يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لِأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاءِ الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِنْ جَلابِيبِهِنَّ ذَلِكَ أَدْنَى أَنْ يُعْرَفْنَ فَلا يُؤْذَيْنَ}[الأحزاب:٥٩] لو سألناك أختي في الله بأي شيء يعرف الإنسان؟ هل يعرف بقدمه؟ أم بيده؟ أم ببطنه؟ أم هل يعرف بظهره؟! لا.
إنما يعرف بوجهه، فلذلك أمر الرب جل وعلا بالحجاب، الله أكبر! {ذَلِكَ أَدْنَى أَنْ يُعْرَفْنَ فَلا يُؤْذَيْنَ}[الأحزاب:٥٩] حتى لا يؤذيهن الفسقة والفجرة الذين ليس لهم همٌ إلا الإفساد في الأرض، نسأل الله العفو والعافية.
فحافظي على الحجاب والتستر والحشمة والعفة، واعلمي أن ترك الحجاب والتستر والحشمة والعفة إنما هو تقليد للكفرة نسأل الله العفو والعافية، وقد نهيت يا أمة الله عن تقليد الكفرة يقول الرسول صلى الله عليه وسلم:{ليس منا من تشبه بغيرنا} ويقول صلى الله عليه وسلم: {من تشبه بقومٍ فهو منهم}.
واعلمي يا أمة الله أن هناك فساقاً وأنذالاً وأرذالاً لا هم لهم إلا الإفساد في الأرض، فاحذري من دعاة الشر والفساد؛ إنهم يزعقون وينعقون، إنهم ينادونك أيتها المرأة المسلمة ويدعونك إلى السقوط في الهاوية، يدعونك أن تكوني ممثلة حتى يضحكوا عليك كما يضحكون على القردة، ويريدون أن يضعوا صورتك على غلاف الصابونة وغيرها، الله أكبر! حسبنا الله ونعم الوكيل! ويريدون أن يضعوا صورتك في المجلة وغيرها، إنها دعوة إلى الشر والمعاصي، يدعونك إلى الوقوع في المستنقعات الوبيئة من حيث لا تشعرين.
أيتها المرأة المسلمة! احذري من أعداء الإسلام، فإنهم يدعونك إلى الرمي بالعباءة، وتمزيق الخمار، ويدعونك إلى التفرنج والتبرج والسفور، ويدعونك إلى الاحتكاك بالرجال والاختلاط بهم في المصنع والمتجر والمكتب وغير ذلك، ويدعونك إلى ما يزعمون من الحرية والتقدم والمدنية والحضارة والمشاركة في الحياة الاجتماعية، وهذا والله هو الكذب والغش والخداع والتزوير من دعاة الشر والإلحاد والفساد؛ فكم من جرائم ارتكبت، ومن أعراض انتهكت، وحاصل ذلك الأحزان والمصائب والمآسي، بسبب السفور والاختلاط الذي دعا إليه المنحطون.