للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[إهمال الكثير لقلوبهم]

أيها الإخوة في الله!

السؤال

هل أعطينا القلوب ما تستحقه من حماية؟ وهل أحطنا القلوب بسياج الإيمان الكامل؟

إن معظم الناس بل الأكثر فرط في هذه الناحية الحساسة, وتركها حتى دخل عليها ذئب الإنسان وهو الشيطان, فجعل يخطط للأعداء, ويأمرها وهي تنفذ تلك الأمور الخطيرة, حتى أصبح الأكثر من الناس في أسر الشيطان وقيوده, ووقعوا في أعظم داهية, وأصيبوا بأعظم الأدواء ألا وهو فقدان الإحساس الروحي, وابتلوا بموت الضمائر, حتى ران على القلوب الران, وأعمتها الذنوب والمعاصي، وفقدوا الغيرة والمروءة والحياء, والحياء شعبة من الإيمان, فقده الذين ماتت قلوبهم.

أيها الإخوة في الله: إن موت القلوب طغى عليها فأصبحت كالحجارة, لا تتأثر بآية ولا وعظ, ولا تستجيب لنداء الإسلام, ولا تستفزها نذر القرآن, ولم يؤثر بتلك القلوب التي عميت عن الحق ما يطرق أسماعها من الآيات الكونية والعبر, وصدق رب العالمين قال تعالى: {فَإِنَّهَا لا تَعْمَى الْأَبْصَارُ وَلَكِنْ تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُورِ} [الحج:٤٦] تعمى عن النظر إلى الحق, وتصم عن سماع الحق, لو كانت القلوب واعية وصحيحة لكفى بها ما تسمع من العبر, وما تشاهده من الحوادث المفزعة, والكوارث المدمرة التي جعلت أهل تلك البلدان المجاورة شذر مذر, وفرقتهم في كل ناحية, فأصبحوا بعد الغنى فقراء, وبعد الشبع جياعاً, وأصبحوا بعد الجماعة فرقة, فإنها عبرة لمن يعتبر.

أيها الإخوة في الله: عباد الله! إن موت القلوب أغفل الكثير عن الاهتمام بدين الإسلام, حتى أصبح الكثير من المسلمين لا يعرف معروفاً ولا ينكر منكراً, فما بقي إلا أن نقول: إنا لله وإنا إليه راجعون.

فإن كنت لا تدري فتلك مصيبة وإن كنت تدري فالمصيبة أعظم

يا علماء الإسلام: ما هذا التغافل عن الدعوة إلى الله؟ وما هذا البعد عن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر؟