يا عباد الله: على العلماء عبءٌ ثقيل وأمانة ومسئولية عظيمة سوف يسألون عنها أمام رب العالمين، أين حلق الذكر يا علماء المسلمين؟! أين رياض الجنة يا علماء المسلمين؟! أين الدعوة إلى الله يا علماء المسلمين؟! الدعوة إلى الله هي ميراث الأنبياء يقول الله عز وجلَّ:{ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ}[النحل:١٢٥] ويقول الله عن رسوله وهو أمر من الله لرسوله صلى الله عليه وسلم؛ لتقتدي به الأمة:{قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللَّهِ}[يوسف:١٠٨] أدعو إلى الله، يا عباد الله! الدعوة نسيت الآن، الدعوة نسيت يا عباد الله! ولم يعرفها إلا النادر من المسلمين، على من نعلق المسئولية؟ أكرر وأعيد، نعلقها على العلماء الذين هم ورثة الأنبياء.
فالبدار البدار يا علماء المسلمين! إلى دعوة الناس إلى الخير على هدىً وبصيرة، لمن تتركون هذا المجال، تتركونه للضلال أو تتركونه للجهال؟! فهذا ليس عذراً لكم يا علماء المسلمين، بل الدعوة تحتاج إلى بصيرة، وإلى علمٍ وإلى ثقةٍ وأمانة، من الذي أتى بكثير من المسلمين في طرق الغواية؟! من الذي أتاهم بالطرق والسبل التي نشرها أعداء الإسلام وأعداء المسلمين إلا علماء الضلال، علماء الجهال الذين نشروا سمومهم في تلك البلدان فصار المسلمون فرقاً شتى هذا يأخذ بالطريقة كذا، وهذا يأخذ بمذهب كذا، وهذا يأخذ بدين كذا، حتى افترقت الأمة الإسلامية وصار هذا يعير هذا، فلا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم!
الدعوة على نور وبصيرة يقول الله جل وعلا:{وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلاً مِمَّنْ دَعَا إِلَى اللَّهِ وَعَمِلَ صَالِحاً وَقَالَ إِنَّنِي مِنْ الْمُسْلِمِينَ}[فصلت:٣٣] فيا ورثة الأنبياء وخلفاء الله في أرضه وأمنائه على تبليغ رسالة نبيه صلى الله عليه وسلم إلى الإنسانية! إن داعي الخير قد دعاكم إلى إنقاذ البشرية بدعوتها إلى الفضيلة، إلى العقيدة الصحيحة، إلى البر والتقوى، إلى الخير والهدى، إلى الخير والهدى امتثالاً لأمر الله تعالى إن كنتم تريدون الخير:{وَلْتَكُنْ مِنْكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنْ الْمُنْكَرِ وَأُوْلَئِكَ هُمْ الْمُفْلِحُونَ}[آل عمران:١٠٤].
قوموا -عباد الله- بدعوة الناس والهداية بيد الله، قوموا -عباد الله- بالدعوة إلى الله والهداية بيده:{وَاللَّهُ يَدْعُو إِلَى دَارِ السَّلامِ وَيَهْدِي مَنْ يَشَاءُ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ}[يونس:٢٥].