للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[التمسك بالسنة سبيل النجاة]

الحمد لله رب العالمين، والعاقبة للمتقين، ولا عدوان إلا على الظالمين, وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له, له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير, وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، أرسله الله بشيراً ونذيراً، فبين لنا طريق الرشد وبرهانه, وترك أمته على البيضاء ليلها كنهارها, صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه وعلى أتباعهم الذين ساروا على هذا الدين القويم, وسلم تسليماً كثيراً.

أما بعد:

فيا أيها الناس: اتقوا الله حق تقاته.

عباد الله: أمة الإسلام أمة التوحيد ارفعوا رءوسكم لما خلقتم له, إنكم خلقتكم لأمر عظيم وهو القيام بما جاء به الرسل الكرام, ثم اعلموا أنه لا ينفع قول بلا عمل ولا ينفع عمل بلا إخلاص, ولا ينفع إخلاص بلا متابعة لرسول الله صلى الله عليه وسلم.

أمة الإسلام: يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: {بدأ الإسلام غريباً وسيعود غريباً كما بدأ فطوبى للغرباء, قيل: ومن الغرباء؟ قال: الذين يصلحون إذا فسد الناس} وفي رواية: {يصلحون ما أفسد الناس من سنتي} ففي هذا الحديث خبر عن الصادق المصدوق صلوات الله وسلامه عليه، أنه لا بد من وجود الفساد في هذه الأمة, وهذا من معجزاته صلى الله عليه وسلم التي بهرت العقول؛ لأن ذلك وقع كما أخبر صلى الله عليه وسلم.

وكم أخبر صلى الله عليه وسلم من أخبار وقعت كفلق الصبح، يقول صلى الله عليه وسلم: {صنفان من أهل النار لم أرهما بعد: رجال معم سياط كأذناب البقر يضربون بها الناس, ونساء كاسيات عاريات مائلات مميلات, رءوسهن كأسنمة البخت المائلة، لا يدخلن الجنة ولا يجدن ريحها وإن ريحها ليوجد من مسيرة كذا وكذا}.

أمة الإسلام: تعلمون ما وقع فيه غالب الناس من الجهل بآثار الرسالة المحمدية, وعدم العلم لما خلقوا له, فحصل الفساد في الاعتقادات والأعمال, وحصل الانحراف عن السنة، وحاد الكثير عن الصراط المستقيم يقول ابن مسعود رضي الله عنه: {خط لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم خطاً ثم قال: هذا سبيل الله، ثم خط خطوطاً عن يمينه وشماله وقال: هذه السبل على كل سبيل شيطان يدعو إليه ثم قرأ قول الحق جلَّ وعلا: {وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيماً فَاتَّبِعُوهُ وَلا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِهِ ذَلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ} [الأنعام:١٥٣]}.

عباد الله: لقد تركنا رسول الله صلى الله عليه وسلم على محجة بيضاء ليلها كنهارها، وقد بلغ الرسالة, وأدى الأمانة, ونصح الأمة, وكشف الله به الغمة، وقال: {عليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين من بعدي، تمسكوا بها وعضوا عليها بالنواجذ, وإياكم ومحدثات الأمور، فإن كل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة}.