الحمد لله الذي جعل الصلاة عماد الدين، والصلة القوية بين جلالته المقدسة وبين عباده المؤمنين، أحمده سبحانه وأشكره، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له الإله المعبود، الذي له الركوع والسجود.
وأشهد أن سيدنا ونبينا وإمامنا وقدوتنا محمد بن عبد الله، أفضل المصلين، وإمام الخاشعين، صلى الله وسلم وبارك عليه وعلى آله وأصحابه أجمعين، الذين كانوا على صلواتهم يُحافظون، ويُسارعون إلى الخيرات وهم لها سابقون، اللهم صلِّ وسلم على نبينا محمد وعليهم أجمعين، وألحقنا بالصالحين يا رب العالمين.
عباد الله! يا من يؤمنون بكتاب الله حق الإيمان! يا من يؤمنون بالقرآن وما فيه من الحِكَم والأحكام! إنه في كثيرٍ من سوره يأمركم بإقامة الصلاة للمحافظة على الخشوع فيها، وتارةً يأمر بالترغيب والوعد بالفردوس لمن في قلوبهم شوقٌ إلى الصلاة، قال ربكم جل وعلا:{قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ * الَّذِينَ هُمْ فِي صَلاتِهِمْ خَاشِعُونَ}[المؤمنون:١ - ٢] إلى أن قال: {أُولَئِكَ هُمُ الْوَارِثُونَ * الَّذِينَ يَرِثُونَ الْفِرْدَوْسَ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ}[المؤمنون:١٠ - ١١].