للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[أحوال مجالس الناس]

إخوتي في الله! مما يّحُزُّ في النفس أننا نجلس في المجالس عدة ساعات لا نسمع من يذكر الله عز وجل، ولا يُصلي على رسول الله صلى الله عليه وسلم، ووالله إن الأمر جد خطير، فإذا كان هذه من صفات المنافقين: {وَلا يَذْكُرُونَ اللَّهَ إِلَّا قَلِيلاً} [النساء:١٤٢] فكيف أحوال الذين يجلسون في المجلس ولا يذكرون الله؟!

كيف يكون حالنا يا أمة محمد صلى الله عليه وسلم وقد أخبرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: {ما جلس قومٌ مجلساً لا يذكرون الله فيه ولم يصلوا على رسوله إلا كان عليهم شره} أي: حسرة وندامة، وفي رواية: {إلا قاموا على جيفة حمار}.

ثم إن المصيبة تكمن إذا كان المجلس فيه غيبة، واستهزاء، وسخرية، ونميمة وغير ذلك من الأمور التي يبغضها الله ويأباها سبحانه وبحمده.

عباد الله! ألا نتذكر قول الله تعالى: {مَا يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ} [ق:١٨]؟ أما نذكر قول الله تعالى: {كِرَاماً كَاتِبِينَ * يَعْلَمُونَ مَا تَفْعَلُونَ} [الانفطار:١١ - ١٢]؟ أما نذكر قول الله تعالى: {وَلا يَذْكُرُونَ اللَّهَ إِلَّا قَلِيلاً} [النساء:١٤٢].

اللهم لا تجعلنا منهم يا رب، اللهم لا تجعلنا من المنافقين يا أرحم الراحمين.