للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[انتشار الحوادث المرورية]

عباد الله: لقد قرر بعض العلماء رحمهم الله أن سائق السيارة إذا كان لا يعرف القيادة، وقاد السيارة بدون معرفة، ثم حصل له حادثٌ ثم مات، فقد عرض نفسه للإتلاف، ولأنه لم يأخذ بالأسباب الواقية، وهي معرفة القيادة، إذاً فهو داخل تحت الوعيد الشديد، الذي مر آنفاً في الأحاديث الصحيحة، والآية الكريمة.

وقرر أيضاً بعض العلماء رحمهم الله أن السائق إذا تعدى السرعة التي تمكنه من التصرف بالسيارة، ووقع الحادث ومات، فهو داخل تحت الوعيد الشديد؛ لأن من فعل الأسباب الرفق، وعدم السرعة التي تهدد حياته وحياة البشر جميعاً، فكم نرى، وكم نسمع بالحوادث، وكل ذلك سببه السرعة وعدم معرفة القيادة، وناهيك بعدم معرفة القيادة انتشاراً، فهذا رجل يدخل شوارع المسلمين العامة، ويقول له رجل المرور: ارجع إلى الخلف، فيقول: لا أعرف أرجع! إنه هدَّد نفسه وهدَّد البشرية جميعاً بقتلهم، فحسبنا الله ونعم الوكيل.

ألا فليحذر الذين قست قلوبهم وصارت الأرواح عندهم لا قيمة لها! ألا فليحذر الذين عرَّضوا أنفسهم وأهليهم وأولادهم للهلاك! فليحذروا من هذا الوعيد الشديد في الآية: {وَلا تَقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ إِنَّ اللَّهَ كَانَ بِكُمْ رَحِيماً * وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ عُدْوَاناً وَظُلْماً فَسَوْفَ نُصْلِيهِ نَاراً وَكَانَ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيراً} [النساء:٢٩ - ٣٠].

أمة الإسلام: إننا نرى الحوادث كل يوم، ولم نر القلوب تتعظ وترعوي، فكم نرى الجثث تحت السيارات! وكم نرى الجثث تخرج بواسطة الأكسجين! وكم نرى اللحم قد اختلط بالحديد! ومع ذلك فلا قلب يخشع، ولا عين تدمع، ولا نفس تتعظ وتنتهي عن غيها، فإنا لله وإنا إليه راجعون! ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم!