ومن أوصاف أهل الجنة:{الَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حَافِظُونَ * إِلَّا عَلَى أَزْوَاجِهِمْ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ}[المؤمنون:٥ - ٦] فهم حافظون لفروجهم.
فهؤلاء أهل الجنة، حافظون لفروجهم {إِلَّا عَلَى أَزْوَاجِهِمْ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ}[المؤمنون:٦] فهم حافظون لفروجهم عن الزنا، واللواط، لما فيهما من معصية الله والانحطاط الخلقي والاجتماعي، ولعل حفظ الفرج يشمل ما هو أعم من ذلك، فيشمل حفظه عن العادة السرية، التي انهمك فيها الكثير من الناس، نسأل الله العفو والعافية، ونسأل الله أن يفرج للمكروبين الذين صعبت عليهم طرق الزواج، نسأل الله أن يفرج لنا ولهم من كل كربة، إنه على كل شيء قدير.
فيا من لم تتزوج راقب الله عزَّ وجلَّ، واتقِ الله يجعل لك مخرجاً، لا تذهب هذا الجوهر، لا تخرج هذا المني بالعادة السرية، فإنك مسئول عن فعلك هذا يوم القيامة يا عبد الله! ولكن عليك بتقوى الله عزَّ وجلَّ، والمبادرة إلى طاعة الله {وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجاً * وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لا يَحْتَسِبُ}[الطلاق:٢ - ٣] ما أجمل التقوى! فإن الله عزَّ وجلَّ يذلل بها الصعاب، ويُسهل بها العسير، فيا أيها الشاب! راقب الله في السر والعلانية، واتق الله في السر والعلانية، واسأل الله أن يفرج لك كل كربة، فإن الله قريب {قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعاً}[الزمر:٥٣] فتب إلى الله أيها الشاب من هذه العادة القبيحة، وخذ بوصية رسول الله صلى الله عليه وسلم:{يا معشر الشباب، من استطاع منكم الباءة فليتزوج، فإنه أغض للبصر، وأحصن للفرج، ومن لم يستطع فعليه بالصوم، فإنه له وِجاء} لكن -مع الأسف الشديد- بعض الشباب يذهب إلى الأشياء التي يماري فيها أبناء الجنس، من شراء السيارة الفاخرة، وشراء الأزياء التي لا تنفعه في الحياة، إنما الحياة تعبر بغيرها، إنما الحياة تصلح من دون تلك الأشياء التي ابتلي بها كثير من الشباب، يصرف الدراهم الكثيرة، ثم إذا قيل له: تزوج، قال: المهور غالية، وهو يصرف أكثر من المهر -والعياذ بالله- إما بشراء سيارة فاخرة، أو بالذهاب إلى خارج البلاد؛ ليفسد في أرض الله، فإنا لله وإنا إليه راجعون.
نعم.
حفظ الفروج، يشمل ما هو أعم من ذلك، فيشمل -كما قلتُ لكم- العادة السرية، فينبغي للإنسان أن يحفظ نفسه عن هذه العادة، وعن النظر إلى المحرمات من النساء، والمُرْدان، والأفلام، والمجلات التي فيها الصور العارية، وغيرها.
وأيضاً ينبغي للإنسان أن يتقي الله عزَّ وجلَّ، ولا يتعدى، فإنه ملوم على فعل ذلك التعدي، إلا على الزوجة، والمملوكة لما في ذلك من الحاجة إليه، لدفع مقتضى الطبيعة، وتحصيل النسل، وغيره من المصالح.