للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[الأصل الأول: توحيد الربوبية]

ويطلق عليه توحيد أفعال الرب تبارك وتعالى، وهذا الأصل من التوحيد، ولا يكفي العبد في الدخول في الإسلام، والدليل أن المشركين على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم كانوا مقرين بهذا التوحيد لله وحده، ولم يدخلهم في الإسلام كما أخبر الله عنهم في محكم البيان: {قُلْ مَنْ يَرْزُقُكُمْ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ أَمَّنْ يَمْلِكُ السَّمْعَ وَالْأَبْصَارَ وَمَنْ يُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ وَيُخْرِجُ الْمَيِّتَ مِنَ الْحَيِّ وَمَنْ يُدَبِّرُ الْأَمْرَ فَسَيَقُولُونَ اللَّهُ فَقُلْ أَفَلا تَتَّقُونَ} [يونس:٣١] ويخبر عنهم جلَّ وعلا فيقول: {وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ مَنْ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ لَيَقُولُنَّ خَلَقَهُنَّ الْعَزِيزُ الْعَلِيمُ} [الزخرف:٩] ويخبر الله عنهم أيضاً فيقول: {قُلْ لِمَنِ الْأَرْضُ وَمَنْ فِيهَا إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ * سَيَقُولُونَ لِلَّهِ قُلْ أَفَلا تَذَكَّرُونَ * قُلْ مَنْ رَبُّ السَّمَاوَاتِ السَّبْعِ وَرَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ * سَيَقُولُونَ لِلَّهِ قُلْ أَفَلا تَتَّقُونَ} [المؤمنون:٨٤ - ٨٧] ويخبر عنهم أيضاً فيقول: {وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ مَنْ خَلَقَهُمْ لَيَقُولُنَّ اللَّهُ فَأَنَّى يُؤْفَكُونَ} [الزخرف:٨٧] الله أكبر يا أمة الإسلام! المشركون يقرون بذلك، ولكن لم يدخلهم هذا في الإسلام.

ومع الأسف الشديد يوجد أناس في هذه الآونة المتأخرة ينكرون وجود الله جلَّ جلاله، ينكرون وجود الخالق جلَّ وعلا, كما هو معتقد الشيوعيين وأتباعهم من أهل الكفر والزندقة والإلحاد، وليس الأسف أن يكون أولئك الذين يعتنقون ذلك المذهب الخبيث، ولكن الأسف ثم الأسف أن أناساً يدعون الإسلام وتربوا في أحضان الإسلام أحبوا ذلك المذهب الخبيث مذهب الشيوعيين، وبعضهم اتبع ذلك المذهب، وإذا قيل لهم اتقوا الله، قالوا: أثبتوا لنا وجود الله.